الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاضطراب الوجداني الموسمي وأريد علاجا له

السؤال

السلام عليكم.

الأخ الفاضل د/ محمد عبد العليم -بارك الله فيك-.

أنا شاب عمري 30 سنة، أتعالج من مرض الاضطراب الوجداني الموسمي من الدرجة الثانية؛ حيث تأتي نوبة الاكتئاب في بداية شهر إبريل من كل عام، وبالرغم من انتهاء نوبة الاكتئاب فإني كثيرا ما أجد صعوبة في الاستيقاظ من النوم، خاصة في فترة الصباح، وإذا استيقظت في وقت مبكر فإن مزاجي يكون سيئا لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات، ثم يتحسن بقية اليوم.

الأدوية التي أستعملها للاضطراب هي: (سيروكسات 12.5 + قرصين من الليثيوم + trileptal 300 قرصا في الصباح وقرصا في المساء).

مشكلتي: أني أعاني من كوابيس وأحلام مزعجة باستمرار منذ سنوات طويلة نتيجة الاضطراب الوجداني، كما أن مواعيد النوم لدي ليست منتظمة، وإلى حد كبير عشوائية، أريد معرفة سبب هذه المشكلة؟ وهل لها علاقة بالأدوية التي أتناولها؟ وكيف يمكن التغلب على هذه المعاناة؟ هل أطلب من طبيبي زيادة بعض الجرعات من الأدوية، أو إضافة نوع جديد من مثبتات المزاج؟ على سبيل المثال هل يمكن تناول دواء السوركويل مع هذه الوصفة العلاجية من أجل تحسين النوم؟ وإذا كان هذا متاحا، فما هي الجرعة المناسبة لـ(السوركويل)؟

عندما أخبرت طبيبي أني أريد شيئا للأحلام المزعجة، كتب لي على (تربتزول 10) مليجرام قبل النوم - tryptiaol 10 mg، وللأسف الشديد لم يوقف هذا الدواء الأحلام المزعجة، بل أدى إلى صعوبة في الاستيقاظ من النوم، وأصبحت أنام لمدة تزيد عن 10 ساعات.

ملحوظة: لم يزد تناولي لهذا الدواء عن مدة أسبوع، فهل توجد بدائل أخرى جيدة غير (التربتزول) ولا تسبب صعوبة في الاستيقاظ من النوم في الصباح، أم أظل أتناول (تربتزول) لمدة أطول؟ وهل هذه الكوابيس سوف تزول ويتحسن النوم؟

أيضا قرأت عن عقار يسمى (بروثيادين) وأنه مشابه كثيرا لدواء (التربتزول) فهل يمكن تناوله؟ وما هي الجرعات منه؟

أرجو ألا تصف لي دواء (ريمارون) لأنه بالغ التكلفة، هل يوجد دواء مناسب يمنع الأحلام المزعجة ويحسن النوم؟ أرجو الاهتمام والإجابة المفصلة من سيادتكم؛ لأن هذا الأمر يسبب لي ضيقا شديدا، أريد أن أعرف ما هو سبب هذه الكوابيس والأحلام المزعجة التي لا تتوقف أبدا؟

وعندي أسئلة أخرى:
أولا: ما الفرق بين القلق والتوتر؟
ثانيا: ما هي العلاقة بين الاكتئاب والقلق؟
ثالثا: هل يكفي خلال نوبات الاكتئاب تناول دواء مضاد للاكتئاب فقط، للقضاء على القلق، أم يجب تناول مضاد للقلق أيضا؟

أخيرا: في مرض الاضطراب الوجداني الموسمي -من الدرجة الثانية- هل يمكن حدوث أكثر من نوبة هوس خفيفة متتالية ومتعاقبة؟ وما هي مدة نوبة الاكتئاب الموسمي؟

شكرا، والسلام عليك ورحمة الله، أخوك فى الإسلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أجبتُ على الجزء الأول من استشارتك هذه في استشارة أخرى، ولكن لا بأس أن نؤكد على ما ذكرناه سابقًا، وهو أنك في المقام الأول تحتاج إلى تحسين الصحة النومية، وذلك بـألا يكون نومك عشوائيًا، بأن يكون نومك مرتبًا ومنظمًا، وذلك من خلال:

1) تجنب النوم النهاري.
2) تثبيت وقت النوم ليلاً.
3) الحرص على أذكار النوم.
4) عدم تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء.
5) ولابد للرياضة وتمارين الاسترخاء أن تكون جزءًا حقيقيًا من حياتك.
6) من الضروري جدًّا ألا تتناول وجبة العشاء في وقت متأخر، ولا تتناول الأطعمة الدسمة ليلاً، ويفضل أن تكون وجبة العشاء خفيفة ومبكرة.

هذه هي الوسائل التي تعطيك نومًا مريحًا، وتبعد عنك -إن شاء الله تعالى- الأحلام المزعجة والكوابيس، تعليمات واضحة إذا أخذها الإنسان مع بعضها البعض قطعًا سوف تؤدي إلى تحسن كبير جدًّا في النوم إن شاء الله تعالى.

بالنسبة لعقار: (تربتزول tryptiaol ) قطعًا لا بأس به، وكذلك الـ(بروثيادين prothiaden) من أجل تحسسين النوم، لكن الصحة النومية إذا حُسّنت بالطرق التي ذكرتها لك فهذا أفضل كثيرًا.

أما من حيث الدواء: فأنا أفضل (السروكويل) والذي يعرف علميًا باسم (كواتبين) لأنه هو في الأصل أحد مثبتات المزاج، وفي ذات الوقت محسّن ممتاز للنوم، وليس له آثار كبيرة، فأرجو أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً، وهذه الجرعة تكفي معظم الناس لتحسين النوم، وإذا لم يتحسن النوم على جرعة الخمسة وعشرين اجعل الجرعة خمسين مليجرامًا، ويفضل دائمًا أن تتناول الزيروكسات في الصباح، ولا تتناوله مساءً، أما (الليثيوم) فيتم امتصاصه، وإفرازه أفضل إذا تناولته ليلاً وكجرعة واحدة، هذا بالنسبة لموضوع النوم والأحلام المزعجة.

أما أسئلتك الأخرى: ما الفرق بين القلق والتوتر؟ القلق هو: متلازمة مرضية كاملة، أما التوتر فهو عرض، والقلق يتميز بوجود التوتر والشعور بعدم الارتياح، ومخاوف، وربما اضطرابات في النوم، والإنسان يحس دائمًا في درجة من اليقظة (وهكذا) وقد توجد سرعة انفعال أيضًا، وكذلك مع التوتر.

ما هي العلاقة بين الاكتئاب والقلق؟ يقول بعض العلماء: إنه (لا يوجد اكتئاب بدون قلق، ولا يوجد قلق بدون اكتئاب) هذا قد يكون نوعًا من المبالغة نسبيًا، لكن التداخل بين الاثنين كبير وكبير جدًّا، فمرضى الاكتئاب النفسي دائمًا تجد لديهم شيء من القلق، ولكن ليس من الضروري أن تجد اكتئابًا عند مرضى القلق النفسي، والقلق له عدة أنواع، وكذلك الاكتئاب له عدة أنواع.

سؤالك الثالث: هل يكفي خلال نوبات الاكتئاب تناول دواء مضاد للاكتئاب فقط للقضاء على القلق، أم يجب تناول دواء مضاد للقلق أيضًا؟ الأدوية المضادة للاكتئاب نستطيع أن نقول: جميعها هي مضادات للقلق، والتوجه الآن هو بالنسبة للقلق المتفرد –أي بدون اكتئاب– يفضل أيضًا أن يتناول الإنسان جرعة صغيرة من الأدوية المضادة للاكتئاب.

بالنسبة للاضطراب الوجداني ثنائي القطب الموسمي: نعم يمكن أن تحدث أكثر من نوبة هوس خفيفة ومتعاقبة ومتداخلة.

ما هي مدة الاكتئاب الموسمي؟ شاهدتُ مَن يظل معه الاكتئاب الموسمي لمدة ستة أشهر، لكن هذه حالات قليلة، فالأغلب هو: أن يظل هذا المرض لمدة ثلاثة أشهر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً