الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أحلام اليقظة التي أشعر أنها هي حياتي الحقيقية تعتبر مشكلة؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشكلة: هي الحديث مع نفسي أو ما يسمى بأحلام اليقظة، أرى أنها شيء رائع، ومطلوب لكل شخص حتى يلخص حياته بعيداً عن ضوضاء الغير، لكن الموضوع أصبح في زيادة، كل أموري أصبحت حديث نفس، أحلامي، ذكرياتي، صراعي، خيالي، أسير على قدمي وأتحدث لنفسي بقضية أريد حلها، وكيف أصل إليها، أو أتحدث بحلم أتمنى تحقيقه، وكيف سيكون؟ وماذا سوف أواجه؟ وأتخيل أشخاصاً معينين في هذه القضية، أو أسير في خيالاتي لدرجة أني إذا ذهبت عند أحد، ولم أعد لمنزلي إلا متأخرة، لا أستطيع النوم حتى أتحدث لنفسي ولو خمس دقائق حتى أشعر بالراحة، وحينما نغيب عن منزلنا لأيام أنسى هذا الأمر، لكن ما إن يأتي الليل حتى أشعر أني فقدت شيئاً حقيقياً وليس خيالاً، وأريد فعلاً التحدث، لكن المكان لا يتيح لي ذلك فأنام.

والغريب في الموضوع أني أشعر أن حياتي الحقيقية هذه وليست التي في الواقع، لدرجة أخشى أن أتواجه مع أحد في موضوع، وأقول له شيء ويستغرب متى حصل ذلك، وهو يكون حصل بيني وبين نفسي، أخشى أن أدخل الأمور في بعضها، لكن إلى الآن أنا متحكمة كثيراً في هذا الأمر، وآخذه من باب الحرية المطلقة التي يحكمها عقلي، لكن الواقع لم يتحها لي سواء من نقاش، أو أمنية، أو أناس مختلفين، أريد مشورتك، هل هذا أمر طبيعي أم لا؟ هل يشكل خطراً على حياتي ومن حولي بالمستقبل؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حديث النفس وسيلة بديلة للتواصل مع الذات، يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما، وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم، أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل، فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف، أو الحل المناسب للمشكلة وفقاً لمعطيات الواقع، وقام بالتطبيق الفعلي لذلك، نقول أنه استخدم عقله بطريقة صحيحة، فالعقل نعمة من نعم الله علينا، نستفيد منه كثيراً إذا وجّهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا، والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة، فهناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية تكون نتيجة لاستخدام خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور.

أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول، أو نتائج واقعية، فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر، والإحباط لعدم تمكننا من إشباع دوافعنا، وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية، وإذا استغرقنا في هذا الخيال بشدة، فيصعب علينا التمييز بين الواقع والخيال، فيحدث ما حدث لك -أختي الكريمة-، فتسألين الآخرين كأنهم يسبحون معك في بحر الخيال، -والحمد لله- أنك ما زلت تتحكمين في ذلك، فنرشدك لتعلم مهارات حل المشكلات، وكيفية اتخاذ القرارات، وحاولي الاستعانة بالله أولاً، ثم الآخرين، واعرضي عليهم آرائك ومقترحاتك، وناقشيهم في آرائهم ومقترحاتهم، فستخرجين -إن شاء الله- بحلول واقعية لمشاكلك، وبتخطيط سليم يمكنك من تحقيق أهدافك.

نسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً