الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع أن أقعد أو أقف لفترة طويلة بسبب ألم ظهري، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً على ما تقدمون، وجعله في ميزان حسناتكم.

أنا متزوجة من عام ونصف، كنت أشعر بألم شديد أسفل ظهري في المنطقة اليمنى عند قيامي بأي عمل ما في الليل، ولا أستطيع الانحناء عند القيام من النوم حتى للصلاة إلا بعد ساعة من الوقت، وذهبت للطبيب وشخص حالتي بعرق النسا، ولا يوجد علاج لي إلا من خلال المسكنات، وأنا لا أقدر على تحملها؛ لأن لدي تعب بالمعدة، وكان هذا بدون إجراء أشعة، وبعد فترة من ذلك تضاعف الألم.

الآن أصبحت لا أستطيع أن أقعد أو أقف لفترة طويلة، فالألم امتد من آخر ظهري إلى كتفي، وألم عند شد رقبتي للأمام، فذهبت لدكتور آخر، وأخبرني أنه هذا ليس عرق النسا، وأنه التهاب فقط، لأنه لا يمتد إلى الأسفل، وأنا الآن متعبة جداً من الألم، وآخذ - ايندوميثاسين ومالتى ريلاكس - بدون فائدة، ولا أشعر بتحسن من خلال هذا العلاج، بل يتعب معدتي أكثر، وأنا لم أنجب، فكيف أتحمل مشقة هذا التعب في المستقبل –إن شاء الله-؟ لأنه يزيد، فما تشخيص هذه الحالة؟ وما هو العلاج؟

وجزاكم الله خيراً، وجعله في ميزان حسناتكم، ووفقكم لما يحب ويرضى، وثبت خطواتكم دائماً على الخير والنجاح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

عندما يشكو المريض من الألم في الظهر، فإننا نحاول عند أخذنا القصة المرضية من المريض، أن نعرف من المريض إن كان الألم يكون في الليل، ويترافق مع تصلب أو الإحساس بتيبس، وهذا ما وصفته أنت بأنك لا تستطيعين الانحناء عند القيام من النوم حتى للصلاة إلا بعد ساعة من الوقت، فهذا النوع من الألم يكون سببه التهاب في المفصل العجزي الحرقفي، وهو المفصل في منطقة الحوض من الخلف، وقد يترافق مع آلام في المنطقة القطنية، أو يرتفع الألم لمنطقة الصدر، أو منطقة الرقبة.

من ناحية أخرى فإن هناك ما نسميه بالألم الميكانيكي، وهو الآلام الناجمة عن العضلات، أو عن عرق النسا، وفي عرق النسا، فان الألم يكون ناجماً عن انضغاط جذر العصب، ويترافق مع ألم ينتشر إلى الطرف السفلي، مع تنميل وتخدر على مسار وامتداد جذر العصب في الطرف السفلي، ويزيد الألم مع الحركة ومع الانحناء للأمام، ورفع الساق والركبة مستقيمة عندما يستلقي الإنسان على ظهره.

في بعض الأحيان قد يكون الألم ناجماً عن شد عضلي، وفي هذه الحالة يزيد الألم مع الحركة، ويخف مع قلة الحركة، ويستطيع الطبيب بالفحص الطبي التمييز بين هذه أنواع من آلام الظهر، وكذلك يقوم بإجراء تحاليل للدم لمعرفة إن كان هناك ارتفاعاً في سرعة الترسب في الدم، لأن الارتفاع يكون مترافقاً مع التهاب المفصل في أسفل الظهر، وقد يرى الطبيب إجراء صورة شعاعية للظهر، وفي بعض الأحيان نلجأ لإجراء صورة شعاعية بالطنين المغناطيسي، وهذه الصورة تعطينا تفاصيل عن المفصل الحرقفي العجزي إن كان ملتهباً، وكذلك عن العمود الفقري، وإن كان هناك ضغط على جذر العصب.

والعلاج يعتمد على السبب، فإن كان التهاباً في المفصل، فيكون بالأدوية المسكنة المضادة للالتهاب، وإن كانت المعدة تزعجك، فإنه يمكن تناول مضادات الحموضة، من الأدوية الخفيفة على المعدة celebrex ويتم تناول حبة واحدة في اليوم.

وأنا أرى أن تراجعي طبيباً مختصاً بأمراض الروماتيزم، وهو سيقوم بإجراء التحاليل، والصور اللازمة لمعرفة سبب هذه الألم، ووضع خطة العلاج، وقد تحتاجين للعلاج الطبيعي، وتقوية عضلات الظهر.

شافاك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً