الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما العلاج الدوائي للوسواس ولا يؤثر على القدرة الجنسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا إنسان مصاب بالوسواس القهري، الوسواس يرتبط لدي بشيء واحد فقط، عند شراء الأشياء ودفع النقود للرجل وأخذ الباقي، أشعر بأفكار وسواسية أني لم أقم بدفع المال للرجل، وأكون دفعت المال فعلياً، ولكن ينتابني شعور أني لم أدفع، وأشعر باكتئاب طيلة الوقت، ويصور لي الوساوس أني لم أدفع، ويجب أن أذهب للرجل وأدفع مرة أخرى، وأحياناً أذهب وأدفع مرة أخرى، وهذا يرهقني.

أريد علاجاً دوائياً، لأني جربت السلوكي ولم يأت بنتيجة، لقد جربت بعض الأدوية ولم تجد نفعاً، مثلاً durzak وغيره، أتمنى منك يا دكتور أن تكتب دواء أصرفه من الصيدلية بدون وصفة، حتى أستطيع شراءه، ويكون علاجاً قوياً للوسواس، كما أتمنى أن لا يؤثر على الصحة الجنسية، لأني سمعت أن بعض الأدوية مثل الانفرانيل وغيره تؤثر على الصحة الزوجية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم هذا نمط من الأنماط الوسواسية، وأنت -بفضل الله تعالى- لديك مكوّن واحد للوساوس، وسواسك لم يتشعب، وسواسك لم يأخذ المنحى المعقد الذي نشاهده في الوسواس القهري.

وأعتقد أن الممارسات السلوكية الفكرية مهمة جدًّا، خاصة فكرة تحقير هذا الوسواس، وهذا من الوسواس التي يمكن أن نناقشها، بمعنى أنه أمر غير منطقي، وقطعًا إذا لم تقم بدفع المال، فإن صاحب المحل سوف ينهاك لذلك، وعلى ضوء ذلك يمكن أيضًا أن تقوم بجلب بعض المثبتات النفسية، كأن تقوم –مثلاً- بحمل قلم في يدك حين تدفع قيمة ما تشتريه، أمسك القلم بيد ومحفظتك بيدك الأخرى –مثلاً-، هذا رابط، أنت تربط بين مسك القلم ودفع المال، رابط آخر، إذا كان المحل من المحلات التي تعطي إيصالاً بدفع القيمة، فهذا أيضًا دليل، انظر إلى هذا الإيصال مرتين ثم ضعه في جيبك، وهكذا، قم –مثلاً- بالنظر إلى ما قمت بشرائه، ثم بعد ذلك اربط ذلك بدفع النقود أيضًا، أي بعد أن تنظر وتتأكد من الأشياء، هذا يعني أنك سوف تدفع النقود، وهكذا، هذا نوع من الروابط السلوكية التي تعمل من خلال ما يسمى بفك الارتباط الشرطي.

العلاج الدوائي نعم يفيد في هذه الحالات، لأنها هي فكرية في الأصل، وإن كان فيها فعل، والفافرين يعتبر هو الدواء الأفضل، ليس له آثارًا سلبية جنسية كبيرة، كما أنه دواء خفيف، وأعتقد أن الجرعة المطلوبة في حالتك ليست جرعة كبيرة، جرعته يمكن أن تكون حتى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، لكن أعتقد مائة مليجرام في اليوم سوف تكون كافية جدًّا بالنسبة لك، ابدأ بخمسين مليجرامًا ليلاً من الفافرين، تناوله بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعل الجرعة مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً