الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حامل بالشهور الأولى وأعاني من تقيؤ شديد وانتفاخ!

السؤال

السلام علكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة متزوجة، وحامل، آخر دورة شهرية، كانت بتاريخ 30/7/2013م.

أعاني من وجود طبقة رمادية بين الشفرتين الكبيرتين، رغم أنني أقوم بتنظيف المنطقة باستمرار، ولا أعاني من أمراض.

كما أنني أشتكي من القيء المستمر، عندما أكل أية وجبة فيها الخبز والأرز وغيره، ولا أعاني من تلك المشكلة لو تناولت السلطات والفواكه، لكن هذه الوجبات الخفيفة تجعلني ضعيفة وخائرة القوة.

علماً أن شهيتي للطعام معدومة، وأشعر عند الوقوف بصداع قوي مستمر، وغثيان، ورجفة في ذراعي وساقي، لكنني حين أستلقي، تختفي الأعراض، حتى الأدوية مثل: (الفوليك اسيد)، والحديد، عندما أخذتهم تقيأت، فتوقفت عنها.

وقد تعرضت لتسمم بسبب طعام فاسد، بعدها تقيأت بشدة، وعانيت من آلام، وإسهال أسود شديد، ثم توقفت الأعراض دون الحاجة لأخذ علاج، وكذلك من حين لآخر، أشعر أنني منتفخة وغير مرتاحة.

سؤالي: ما سبب الطبقة الرمادية؟ وما سبب التقيؤ المستمر؟ وبحسب تاريخ آخر دورة، هل ممكن معرفة مدة الحمل؟

حفظك الله من كل سوء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سر القمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرد لك الشكر بمثله, وأسال الله -العلي القدير-, أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائماً.
1-إن ما تلاحظينه من طبقة رمادية بين جلد الأشفار, هو عبارة عن تجمع لمزيج من الخلايا المتوسفة من الجلد, بالإضافة إلى الإفرازات الدهنية من الغدد في تلك المنطقة, وهذا قد يحدث عند بعض النساء عندما يكون نشاط الغدد وتوسف خلايا المنطقة شديد كما يحدث خلال الحمل.

وأفضل علاج هو غسل المنطقة بالماء الدافىء والصابون الطبي اللطيف, مع تجفيفها عن طريق الضغط بفوطة من القطن الأبيض ولبس الملابس الداخلية المصنوعة من القطن ( 100% ), وبلون أبيض, وتفادي استخدام الغسولات أو المواد الكيماوية المعطرة على الفرج, وتفادي الملابس الضيقة, و تهوية المنطقة يومياً, ولمدة لا تقل عن نصف ساعة.

2-إذا كان القيء بعد تناول الخبز والأرز والمعكرونة قد بدأ عندك خلال فترة الحمل فقط, فهو غالباً ناجم عن ارتخاء معصرة الفؤاد -وهي المعصرة التي تفصل المعدة عن المري- بسبب هرمونات الحمل, وضغط رحم الحامل على الحجاب الحاجز, أي أنه عرض مؤقت وعابر, وسيزول -إن شاء الله- بعد الولادة, وأنصحك بتقليل كمية كل وجبة, وجعل عدد الوجبات ست وجبات, فهذا سيخفف من توسع المعدة, وسيخفف من ارتجاع الطعام.

واحرصي على البقاء بوضعية الجلوس لمدة لا تقل عن ساعة إلى ساعتين بعد الطعام, لتفادي حدوث الارتجاع, وعليك بتفادي تناول الطعام مباشرة قبل النوم, أما إن كانت هذه الأعراض موجودة عندك أصلاً من قبل الحمل, فهي غالباً ناجمة عن مشكلة غير مشخصة في المعدة، كالقرحة أو الالتهاب, وكان من الواجب تشخيصها وعلاجها قبل حدوث الحمل.

ونفس الكلام أقوله لك عن الحليب ومشتقاته, فإن كانت الأعراض عندك موجودة من قبل الحمل, فقد يكون لديك حالة، تسمى: (عدم تحمل اللاكتوز), وهنا سيفيدك تناول حبوب أو أنزيم مساعد، يسمى: (لاكتويد LACTOID) للمساعدة في هضم الحليب ومشتقاته, أما إن كانت المشكلة قد بدأت في الحمل فقط, فهي أيضا ستكون ناجمة عن الحمل, وستختفي بعد الولادة -إن شاء الله-.

3- إن الصداع والرجفة والشعور بالإغماء, قد تكون بسبب وجود فقر دم, بالإضافة إلى عدم كفاية التغذية, وبما أن الحمل يسبب هبوطاً في الضغط في الأشهر الأولى والمتوسطة من الحمل؛ فإن هذا قد يتفاقم من هذه الأعراض.

على كل حال يجب عمل تحليلاً للدم, يسمى:(CBC)، فإن تبين وجود فقر دم، فيمكن البدء بتناول علاج له, وإن لم تتحملي الحبوب، فيمكن إعطاؤك الحقن, وهنا سنضمن وصول الدواء إلى الدم, وعلاج الحالة بشكل أسرع.

4- وقد يكون القيء والإسهال الأسود اللون الذي أصابك بعد تناول طعام من الخارج، هو بسبب حدوث تسمم غذائي، كما قد يكون بسبب مرض هضمي موجود عندك من قبل الحمل، كالقرحة أو التهاب المعدة أو التهاب في القولون أو غير ذلك.

إن وجود اسوداد في لون البراز يعتبر علامة مرضية هامة, يجب عدم إهمالها, فهذا يدل على وجود دم قديم, أي نزف، وهو قد يكون صادراً عن المعدة, بسبب قرحة نازفة؛ لذلك أنصحك بمراجعة طبيبة أمراض باطنية بأسرع وقت, حتى لو عاد لون البراز إلى طبيعته, فيجب عمل تحليل للبراز, ويجب عمل تنظير هضمي علوي وسفلي لمعرفة مكان النزف وعلاجه.

5- إن عمر الحمل عندك الآن هو أربعة عشر أسبوعاً، وثلاثة أيام، وفي يوم الثلاثين من كل شهر، ستدخلين شهراً جديداً -إن شاء الله- وموعد الولادة المتوقع هو (6-4-2014 ) -بإذن الله تعالى-.

نسأل الله -العلي القدير- أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى، وأن يتم حملك على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً