الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهرب من الواقع إلى الخيال للتخلص من القلق الاجتماعي!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعرف كيف أبدأ, أنا شاب أبلغ من العمر أربعة وعشرين عاما, إذا استشعرت حقيقة الدنيا ينتابني إحساس بالقلق والخوف من كل شيء, وخاصة إذا كنت في صلاة الجمعة, أو تقدمت لإمامة الناس, أو كنت في الصف الأول من الصلاة, وخلفي عدة صفوف, أو في مناسبة كبيرة, كزواج ونحوه.

فإذا استشعرت المكان الذي أنا فيه أقول في نفسي الآن ربما أتصرف بأفعال غير منطقية, يعيبني عليها الناس, أو ربما أصرخ بملء فمي أمام الجمع الغفير من الناس, ينتابني الشعور بالخوف والقلق, وليس أمامي في هذه اللحظة سوى الهروب من الواقع إلى الخيال.

بمعنى آخر: أقول في نفسي كل الذين حولي مجرد خيال, فلم الخوف والقلق, فليس لدي حل لمعالجة هذه الظاهرة إلا هذا التصرف؛ فبالتالي تسير الأمور على ما يرام, وأختلط بالناس, وأتقدم لإمامتهم في الصلاة بكل طمأنينة.

هل ظاهرة الهروب من الواقع إلى الخيال إيجابية أم أنها تعود بنتائج سلبية؟ وإذا كانت تعود بنتائج سلبية فما طرق العلاج السلوكي في مواجهة القلق؟ وهل هذه الظاهرة نادرة أم معروفة لديكم؟

هذا وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زمخ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك أخي الكريم في استشارات الشبكة الإسلامية, ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما تعاني منه هو نوع من القلق الاجتماعي, مصحوب ببعض الأفكار الوسواسية, فالشيء الطبيعي هو أن الشخص يشعر بنوع من القلق الموضوعي الذي يعمل كمحفز لتجويد الأداء، كما في حال الأمثلة التي ذكرتها، أما ما تستشعره من أفكار وتصورات, بأنك ستقوم بفعل شيء ما يعيبك عليه الناس؛ فهذا ربما ينتج عن حذرك الشديد من أي قبح يمس شخصيتك وسمعتك أمام الناس, فهي تصورات خيالية أخذت الطابع الوسواسي.

أما طريقتك في التخلص منها فهي في الحقيقة الهروب من الخيال إلى الواقع, وليس العكس كما ذكرت؛ لأن الواقع أنك لم تقم بتنفيذ ما يدور في خيالك, فتحقيرك للفكرة, وعدم الاكتراث لها, ومواجهتها هو الحل.

وما تعاني منه يحدث لآخرين مثلك, مع اختلاف محتوى الفكرة, ونقول لك أيضاً بالإضافة للطريقة التي تستخدمها, حاول استبدال هذه الأفكار الوسواسية بأفكار إيجابية, مثلاً تتصور أو تتخيل أنك ستقوم بأفعال طيبة وجميلة يحمدك عليها الناس, ويعجبون بها, ويستفيدون منها بدلاً من أن يعيبوك.

نسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً