السلام عليكم...

ابنتى متعلقة بي وخاصة عند النوم، وعندما سألتها عما تشعر به، أخبرتني أنها في بحر ولن تراني مرة ثانية، وهي دائماً تسألني إلى أين أنت ذاهبة؟ وحتى لو قلت لها أنني جالسة خارج الحجرة، تصبح مشكلة لها، فهل هو تدليل مني أم هي مشكلة؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ taghreed حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على السؤال، وتمنيت لو أخبرتنا بعمر طفلتك، لأن الجواب يختلف، وكما تعلمين من عملك كمعلمة، وبحسب الحالة العمرية، من الواضح أن عند طفلتك حالة من القلق، وهي بشكل خاص قلق الافتراق عن أحد الوالدين، وفي هذه الحالة هي أنت الأم، وهذا الغالب عادة، وهي حالة معروفة عند بعض الأطفال، والذين لسبب ما يخافون من الافتراق عن الشخص الأساسي في رعايتهم، وهي غالبا الأم.

وربما نشأ هذا لسبب ما، حيث اضطرّت الأم ربما للابتعاد عنها بسبب مرض أو سفر أو غيرهما، ولذلك فهي دائمة الخوف من أن يتكرر هذا الافتراق، والذي تراه هي من وجهة نظرها أنه هجران وإهمال، فما المطلوب عمله الآن؟

أن تحاولي تطمئنين طفلتك، وذلك بإعطائها الرعاية العاطفية من اللعب والكلام والتماس عندما تكونين معها خارج وقت النوم، ولكن في نفس الوقت، أن لا تقومي بالأعمال المطلوبة منها، وإن قامت هي بالبكاء، ولكن على شرط أن لا تعطوها الكثير من الانتباه عند قيامها بهذا البكاء، لأن هذا قد لا يطمئنها، وإنما يزيد قلقها، لأنها تفكر لولا أن الأمر خطير لما قمت بتقديم كل هذا الانتباه لها، بينما قدموا إليها الرعاية والاهتمام في الأوقات التي تكون فيها هادئة ومتعاونة، وقطعا لا تسمحي لها بالنوم عندك في السرير، وإنما دربيها على النوم بنفسها وفي سريرها -إن وجد-، فهذا أفضل على المدى الطويل.

وبشكل عام عندما ترى الطفلة الكبار من حولها مطمئنين مسترخين، فإنها تشعر بالهدوء والأمان والاسترخاء، والعكس صحيح أيضا، حاولوا تنمية اهتماماتها من اللعب كالرياضة والرسم وغيرهما من الأنشطة المفيدة، والتي تعزز ثقتها بنفسها.

حفظ الله طفلتكم، وأقرّ بها أعينكم.