الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي لا يلبي لي أي شيء أريده بحجة أنه مريض بسرطان الدم وأنا تعبت

السؤال

السلام عليكم

هل العصبية والتفكير في المشاكل تضر مرضى سرطان الدم؟ زوجي دائما لا يلبي لي أي شيء أريده، بحجة أنه مريض بسرطان الدم، وأنا دائما أقدم تنازلات لأني أحبه، لكن تعبت جدا، كرهت حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الجازي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لزوجك الكريم العافية والشفاء، وسرطانات الدم فيها نوع لا يصعب علاجه، أسأل الله تعالى أن يكون زوجك من هذه الفئة، ونسأل الله تعالى له العافية والمعافاة ولنا جميعًا.

لا نستطيع -أيتها الفاضلة الكريمة- أن نقول أن العصبية والتفكير لها ضرر مباشر على نشاط الخلايا السرطانية، لكن قطعًا الذي نستطيع أن نؤكده هو أن القلق والتوتر والعصبية وعدم الارتياح، من أحد مضارها أنها قد تُضعف المناعة عامة في جسم الإنسان، هذه أحد الحقائق التي دار حولها الكثير من اللغط وعدم التيقن العلمي، لكن هناك مؤشرات أن الاكتئاب وعسر المزاج، والشعور بالضجر والكدر ليس أمرًا جيدًا للصحة النفسية، وكذلك الجسدية بصفة عامة.

بالنسبة لزوجك الكريم -أيتها الفاضلة الكريمة- لا أقول لك تنازلي في كل شيء، لكن مساندتك له، وتحين الفرصة الطيبة لأن تناقشي معه الأمور الجادة، أو المتطلبات الحياتية العامة في بيت الزوجية، هذا سيكون أجدر وأفضل، ودائمًا حاولي أن تقدمي كلمة نحن ولا تقولي أنت، مثلاً قولي (يا ليتنا لو قمنا بعمل كذا وكذا، أليس من الأفضل يا أبو فلان أن نقوم بكذا؟) هذه دائمًا رسالة جيدة وحصيفة وممتازة من الزوجة، أما أن تفرد هي بالانتقاد هذا قطعًا لا يشجعه، وكوني أنت المبادرة بالإيجابيات، حين ترينه مثلاً مرتاحًا قولي له (أراك -الحمد لله- اليوم في قمة الراحة والسعادة، ومنفرج الجبين والنفس، وهذا يُسعدني كثيرًا) وهكذا، إذًا هذا يجب أن يكون مبدؤك.

الأمر الثاني: علة السرطان صعبة على صاحبها، من زوايا كثيرة جدًّا ومنها الجانب النفسي، وقطعًا الآن العلاجات النفسية لمرضى السرطانات أصبحت ضرورية، هناك مراكز مختصة في ذلك، وكثير من الأطباء النفسيين والأخصائي النفسيين لديهم برامج لمساعدة هؤلاء المرضى، فيمكن لزوجك الكريم أن يقابل أحد المختصين، وبشيء من الإرشاد والتوجيه والمساندة، ومثلاً التدرب على تمارين الاسترخاء، وربما أحد محسنات المزاج البسيطة، أعتقد أن زوجك سوف يكون في وضع رائع جدًّا، قد لا يقبل أن يذهب ويقابل الطبيب النفسي أو المختص، لكن أعتقد بشيء من النصح والتناصح معه سوف يقبل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً