الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحبها.. لكنها تضايقني بتعاملها مع الشباب.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أرغب باستشارتكم في موضوع يؤرقني, ولا أريد أن أتعجل بقرار خاطئ فيه.

تعرفت على فتاة في الجامعة, في نشاط اجتماعي تطوعي, وأعجبت بها, وهي أيضا أعجبت بي, هي ملتزمة, ولا تتعامل كثيرا مع الشباب، ملابسها كانت كغيرها من البنات, إلا أني نصحتها عن طريق زميلاتها؛ فالتزمت بملابس أكثر حشمة.

مما عرفت عنها حتى الآن أنها تناسبني في نواحٍ كثيرة, حتى بالنسبة لأهلي وأهلها فإننا متقاربون, ولكن بالنسبة للتدين فهي وأهلها أقل مني ومن أهلي في الالتزام, كنت أفكر أن أتحدث مع والدتي في الأمر, ولكني لا أريد الاستعجال؛ لأني أرى منها تصرفات تضايقني جدا، ولا أدري هل أنا أبالغ أم أن هناك حلاً لتصرفاتها؟! هي مثلاً رغم عدم تعاملها مع شباب إلا قليلا؛ إلا أنها في نطاق نشاطها تتعامل, وإن كان بحدود طبعا, ولكن تعاملها يضايقني، وهي تضيف أيضا بعض هؤلاء الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي, وتضع لنفسها صورا عليها, وهذا يضايقني.

أنا أغار عليها, وهي أيضا تغار بشدة, إلا أنه لا يوجد من طرفي ما يشعرها بما أشعر أو يضايقها؛ لأني لا أتعامل مع البنات كثيرا, وأضع حدودا جيدة, وهي تعلم ذلك.

المشكلة أني أرى أني أكثر حياء والتزاما مع البنات منها مع الشباب, ولا أستطيع أن أتقبل هذا الأمر, فكلما فكرت فيه على ما في قلبي من حبها؛ أشعر بغضب, وأتضايق, وأفكر أن أتجنبها, وألا أتقدم لها؛ لأني أخاف مستقبلا إن لم تغير تصرفاتها أن لا أطيق العيش معها، وكلما تكررت هذه المواقف أتضايق بشدة, وأتجنبها, ولكن أشعر برغبة وحب لها, لم أتحدث معها بعدُ في الأمر, وإن كنت أعلم أنها غالبا ستتجنب ما يضايقني, ولكن قد تفعله عن غير رضا, وقد يتغير موقفها مستقبلا.

لا أريد أن أتعجل, فنحن نحب بعضنا, وكنت أنوي أن أفاتح والدتي ووالدي, فمن ظروفنا يمكن أن أخطبها وأتزوجها في حدود السنة, أو السنة ونصف إن شاء الله, ولكن لا أريد أن أتجاهل أمورا كهذه, فالدين, والأخلاق مهمة لي, ومقدمة على الجمال والمشاعر.

ولا أريد أن أهول من الموضوع وأكبره, فهي محتشمة, ولا تتحدث كثيرا, إلا أنها تتعامل في نشاطها مع البعض بدون الحدود التي تريحني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يلهمكم جميعًا السداد والرشاد، ونؤكد لك أن العلاقة مع الفتاة ينبغي أن تتقدم فيها أو تتأخر، فإما أن تتقدم على هدى ونور وبعلاقة معلنة من الطرفين، تعرض الفكرة على أهلك وتستخير وتستشير، وهي كذلك، لتصبح علاقة معلنة، وإما أن تتأخر وتبتعد تمامًا، لأن هذه العلاقة بهذه الطريقة لا تجوز وليس فيها مصلحة، والإسلام لا يعترف بأي علاقة في الخفاء.

فإذا وجد الإنسان في نفسه ميلاً إلى فتاة فعليه أن يسأل عنها وعن دينها وعن أخلاقها، وأيضًا هي تسأل عنه، بعد ذلك لا بد أن يُعلن هذه العلاقة حتى تكون بعلم أهله وأهلها، وبعلم من حولهم، فالإسلام لا يعترف بعلاقة في الخفاء، ولا يعترف بعلاقة لا تنتهي بالزواج، ولا يعترف بعلاقة فيها مخالفات.

ونحب أن نؤكد لك أن إيجابيات الفتاة ينبغي أن تكون دقيقة، وكونها مستعدة لقبول النصح وتغيرها بهذه السهولة أيضًا من الأمور الجيدة، ولكن في النهاية الأمر راجع إليك، وينبغي أن تعرض الفكرة منذ البداية على أسرتك حت لا تفاجأ برفضهم، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد، ونحب أن نؤكد أن وجود الفتيات مع الشباب لا بد أن تحصل فيه مثل هذه الإشكالات.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرفع هذا الكابوس عن أمة النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى تُصبح للبنات جامعات منفصلة عن البنين، فإن الإسلام دين يُباعد بين الرجال وبين النساء حتى في المساجد، فيجعل أول خير صفوف الرجال أولها لبُعدها عن النساء، ويجعل خير صفوف النساء آخرها لبعدها عن الرجال.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، وعليك أن تستشير وتستخير، وتحسم هذا الأمر، لأن الانتظار والتمادي بهذه الطريقة ليس فيه مصلحة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً