الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الحركات اللاإرادية التي أعانيها بسبب مضادات الذهان؟

السؤال

السلام عليكم ..

تعرضت منذ فترة لنوبة فصامية شديدة، ومرت -الحمد لله- بسلام، وأنا الآن أعاني فقط من بعض الحركات اللاإرادية البسيطة في عضلات الأطراف، فهل هي بسبب مضادات الذهان؟ مع العلم أني عولجت باستخدام مضادات ذهان غير نموذجية، والتي أعتقد أنها أقل جلبا لمثل تلك الأعراض (clozapine, Aripiprazole) وأخذت لفترة قصيرة لعلاج تلك الأعراض وهو (bipireden \"akiniton\") وكانت تتحسن تلك الأعراض مع الدواء، لكني لم أتحمل أعراضه الجانبية، وتوقفت عنه تدريجياً تحت إشراف طبي.

هل تختفي تلك الأعراض بدون الدواء؟ وكم سوف تستغرق؟ وهل هي بسبب مضادات الذهان أم لأسباب نفسية أخرى؟

نرجو الإفادة وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م ح م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيعرف عن المضادات الذهانية أنها قد تؤدي بالفعل إلى نوعٍ من الرجفة، وكذلك الحركات اللاإرادية، والشعور بشيء من الانشداد العضلي أو ما يسمى بالتخشب، وبعض الناس أيضًا يأتيهم ما يعرف بالتململ الحركي، أي يجد الواحد منهم صعوبة في الجلوس لمكان واحد.

كما تفضلت وذكرت فإن هذه الأعراض أكثر شيوعًا مع استعمال مضادات الذهان النموذجية، وهي مجموعة الأدوية القديمة المعروفة، أما هذه الأعراض فهي تقل كثيرًا مع استعمال المضادات الحديثة وغير النموذجية، والذي أود أن أؤكده أن الـ(كلوزابين clozapine) على وجه الخصوص لا يسبب هذه الحركات اللاإرادية، بل على العكس تمامًا يعتبر أحد العلاجات التي يمكن أن نستعملها لإجهاض هذه الحركات اللاإرادية.

أما عقار (إرببرازول Aripiprazole) فأحد أعراضه في بعض الأحيان هي حركات لا إرادية بسيطة، وقد يؤدي إلى التململ الحركي.

أنت -أيها الفاضل الكريم- قمتَ باتخاذ الإجراء الصحيح، وهو أن الطبيب قد أعطاك عقار (bipireden) و (akiniton) لعلاج هذا الأثر الجانبي، وما دمت تحسنت على تلك الأدوية فهذا يعني أنها بالفعل كانت آثاراً جانبية من الأدوية التي تناولتها، أضف إلى ذلك أن القلق أيضًا قد يكون لعب دورًا في ظهور هذه الأعراض، والتي نشاهدها أكثر لدى الذكور، خاصة من صغار السن مثل شخصك الكريم.

الذي أراه أيها الفاضل الكريم هو أن تتواصل مع طبيبك، الطبيب الذي وصف لك الدواء، وقطعًا لا بد أن يفحص هذه الحركات اللاإرادية التي تحدث في عضلات الأطراف؛ لأن الفحص السريري المباشر هو الذي سوف يُحدد نوعيتها، لكن أنا أكثر ميولاً أنها تكون مرتبطة بتناول هذه الأدوية، وربما يتخذ الطبيب منحى آخر فيما يتعلق بالأدوية التي يجب أن تتناولها.

تمارين الاسترخاء أيضًا تفيد كثيرًا في علاج مثل هذه الحركات اللاإرادية، فهي وسيلة من وسائل العلاج، وممارسة الرياضة أيضًا أراها ذات فائدة لعلاج مثل هذه الانقباضات العضلية إذا كانت ناتجة من القلق أو حتى إن كانت ناتجة من استعمال الأدوية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً