الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم شخصيتي الهادئة أكون بين صديقاتي بلهاء، كيف أغير هذا الطبع السيء؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاه عمري 17 سنة، جامعية في السنة الأولى، مشكلتي أنني تعرفت على زميلة بالجامعة، كلما رأيتها أضحك كثيراً جداً، ليس مجرد ابتسامة، وعندما تقول أي شيء -مضحك أو لا- أضحك أيضا، هي لا تتضايق من هذا، بل العكس هي تحبني جدا وتحب أن تجلس معي، ولكن أنا أتضايق من ذلك جدا، لا أريد أن أكون هكذا، مثل البلهاء أضحك بسبب أو بدون سبب، أريد أن أتحكم في انفعالاتي وضحكي، خاصة أننا نكون في الشارع أو في الجامعة، فلا يصح هذا، وأنا أصلا لست هكذا، فلا أضحك إلا علي شيء أضحكني.

وكانت هناك محاضرة نكون فيها مع بعضنا، قلت لها أنا سأجلس بعيداً حتى لا أضحك، أنا أريد أن أكون طبيعية، وأتحكم في نفسي وأراها ولا أضحك مثلما أرى أي شخص آخر، ماذا أفعل؟ ولماذا يحدث هذا لي؟

عندي مشكلة أخرى: أنني بطبيعتي هادئة، والجميع يقول لي هكذا، ولكن عندما أكون مع أصدقائي لا أكون هكذا أبداً، بل أشعر أنني بلهاء، وأشعر أن صوتي عالٍ، من الممكن ألا يكون لتلك الدرجة، ولكنني أنا أشعر بذلك، وحاولت أن أكون هادئة معهم وصوتي يكون منخفضا، ولكن أنسى ذلك، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Loka حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا.

الضحك الذي بينك وبين هذه الصديقة ليس بالضرورة أن يكون شيئاً سيئاً، وهو ليس من كسبك أنت فقط، وإنما هو نتيجة التفاعل بينكما، وسبحان الله، هناك بعض الأشخاص الذين تميل شخصيتهم وطبيعتهم لشيء من الفكاهة والمرح، وحتى عندما يتحدثون في أمر جديّ، وأنا أذكر الآن أكثر من صديق ولديه هذه الطبيعة، وضحكك مع هذه الصديقة لدليل على ارتياحك معها ولها، وليس هذا بالشيء المعيب أو السلبي، ومع ذلك فيمكنك محاولة التحديد نوعا ما، من هذا الضحك، وخاصة أمام الآخرين، وفي موقف لا يستدعي الضحك، وما عليك إلا الاستمرار في هذه المحاولة، ويمكنك أن تتبعي بعض الإجراءات كالجلوس بعيدا عنها أحيانا، أو أمسكي بيدك شيئا صغيرا ليذكرك بالأمر، أو غيرها مما يمكن أن يعينك.

وبالنسبة لموضوع الهدوء، إلا مع الصديقات، فليس هذا بالغريب، فالإنسان قد يختلف بين البيت وخارجه، وبين الأسرة ومن هم خرج الأسرة من الصداقات، ونفس الإنسان يحتاج لبعض التغيير بين الحين والآخر، ومن الصعب أن يبقى على نفس الحال طوال الوقت، وبقاء الحال من المحال، كما قالت العرب قديما، فكل هذا مقبول طالما أنه ضمن الحدود الطبيعية والمقبولة غير المزعجة.

وفقك الله ويسّر لك، وسأقوم الآن بالإجابة على مجموعة أسئلتك الأخرى التالية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً