الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أختي لديها نسيان عجيب، وصداع شديد يسلمها إلى النوم

السؤال

السلام عليكم

أشكركم على حسن استماعكم لي، والإجابة على سؤالي، ولكن يا دكتور كنت أريد أن أضيف لحضرتك بعض الأمور، أنا صاحب الاستشارة رقم (2204516) والتي سألت فيها عن أختي المريضة نفسياً.

والأمر ليس مجرد نسيان عادي يا دكتور، بل أقول لحضرتك: إنها تذهب مع زوجها للمستشفى مثلا، وتظل هناك أسبوعا كاملا، وعندما تعود تكون هذه الفترة كلها ليس لها وجود في عقلها تماما، وعندما نتصل بها تقول لنا: ما الأمر؟! ألم نتحدث بالأمس؟ والحقيقة أننا لم نتحدث معها طوال فترة مكوثها في المستشفى وهو أسبوع كامل، وهكذا أحيانا تكون ليومين أو ثلاثة تغيب فيها ولا نتحدث معها، وعندما نتحدث معها نجد أن هذه الفترة ممسوحة تماما من عقلها.

هناك أمر آخر نسيت أن أخبركم به في الاستشارة الماضية، كانت دائما تشكو من صداع شديد، تستسلم للنوم بسببه، فتنام لفترات طويلة، وكان الطبيب -كما قلت لكم- قد أعطاها أقراصا علاجية، وكانت عندما تشعر بهذا الصداع الشديد تأخذ منه فتنام طويلاً، ولكنها كانت ترفض أن تأخذ من هذا العلاج بانتظام، وتقول: أنا لست مريضة، فلماذا آخذ هذا العلاج، فهل هذا الصداع الشديد الذي تشكو منه، ويجعلها تستسلم للنوم الطويل، له تشخيص آخر؟

أرجو من حضراتكم الإسراع قليلا في الرد، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابن الخطاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك مرة أخرى على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر أختك، وكما ذكرت لك سابقًا: هذه الابنة -حفظها الله- لديها بعض الانفعالات والتوترات والقلق، وربما تكون السعة المزاجية لديها أيضًا ضيقة بعض الشيء.

لا أريد أن أستعجل الأمور، لكن قطعًا هناك تشخيص معين أراه، وهو أن عملية النسيان التي لا تستدرج خلاله ما قامت به سابقًا حتى ولو كان لمدة طويلة نسبيًا، هذا قد يكون ناتجًا مما يسمى بالمرض التحولي، وكان فيما مضى (هيستريا) وهذا اسم ليس طيبًا من وجهة نظري.

هذا التحول الهيستري أو عدم الإدراك الهيستري ليس تصنعًا وليس تمثيلاً، إنما هو ناتج من بعض العمليات النفسية المعقدة على مستوى العقل الباطني، وغالبًا يعالج من خلال الجلسات النفسية المتواصلة التي من خلالها يستكشف المُعالِج نفس المريض ويغوص في أعماقها، ومن ثم يُحدث نوعا من التفريغ النفسي الذي يساعد المريض كثيرًا، فهذا يجعلني أحتم ما ذكرته لك سابقًا أنه من الضروري أن تذهب إلى المعالج، ومن الضروري أن يكون هنالك تدخل مبكر.

الصداع الذي يؤدي إلى النوم: أحيانًا بعض أنواع الصداع -خاصة الشقيقة- قد تؤدي إلى نوم متواصل ولفترات طويلة، وهذا لا ينطبق على كل أنوع الصداع النصفي.

قولها: (أنا لست مريضة، لماذا آخذ العلاج؟): طبعًا لا أحد يقبل بأن يكون مريضًا، أو أن يُوصم بأنه مريض، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بأعراض نفسية وأعراض غير واضحة، قول لها: (أنت تحتاجين لعون الطبيب، لعون المختص، حتى وإن لم تكوني مريضة، لكن عملية الصداع والنسيان المتواصل، هذا قطعًا يعكر حياتك ويخل بها، فلماذا لا تذهبين إلى المختص؟) أعتقد ذلك سوف يكون وسيلة مقبولة وطريقة معقولة لإقناع هذه الفتاة للذهاب للعلاج.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً