الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاعري متغيرة جدا ما بين الفرح والحزن.. فما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أملك مشاعر متغيرة جدا، أشعر بالفرح ثانية، وبعدها بالحزن، ذات مرة كنت أشاهد فيلم كارتون وفكرته: (ولد صغير كان يريد أن يعمل في شركة المرعبين المحدودة، وظل يجتهد، ودخل الجامعة وحصل عليها) شعور جميل، وكان هناك أغنية خارج الفيلم، كانت عبارة عن نغمات فقط، ولكن كانت تعطيني نفس الفكرة والشعور، لكن بشكل أوضح أو مجسم.

ذات مرة سمعت تلك الأغنية، وشاهدت نفس الفيلم، وكتمت صوت الفيلم، وهذا جعلني بطريقة غريبة أحب أن أكون مهندس الكترونيات، وكنت أحب هندسة الالكترونيات في الصغر، ولكني رغبت في هذا كثيرا، وأصبح حبي أن أكون منهدسا الكترونيا يعني لي كل شيء.

طوال الفترة التي كنت أريد فيها هذا؛ كنت أشعر بمنتهى السعادة، وكان شعوري كشعوري عند سماع الأغنية والفيلم، وكنت أحلم كثيرا أثناء النوم، أحلاما غير مترابطة أبدا.

في النهاية تغير شعوري، وعاد إلى اليأس والخمول والإحباط, بعد أسبوع واحد، ولكن هذا الشعور كان سيأتي أسرع لو لم أتجاهل تماما المواقف التي تسببه.

كنت أود لو يعود حلمي من جديد، لكن لم يعد، وأصبحت فكرة أن أكون مهندسا الكترونيا مجردة من أي مشاعر، وكأنها كانت تسد رغبة قوية سابقة.

الآن أنا ممتلئ بالندم والحسرة والخمول، بقيت أبحث في علم الدوافع، ولم أصل لشيء، كل ما وصلت إليه أن خيالي الواسع جدا (والذي هو أكثر مهارة يجيدها عقلي) قد يكون السبب وراء تلك الظروف، خاصة أنه لا يكاد تكون له علاقة بالعالم، ولو كان هو حقا وراء هذا.

كيف أستطيع ضبطه والتحكم فيه، بما يضمن استفادتي منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى من الله الكريم أن يحقق أمنياتك، ويرشدك إلى ما فيه الخير.

موضوع اختيار التخصص أو المهنة المستقبلية من الموضوعات المهمة، والتي ينبغي للفرد أن يدرسها دراسة مستفيضة قبل أن يختارها؛ لأنها ترتبط بحياة الفرد المستقبلية، فإذا ما تم الاختيار وفقاً للقدرات العقلية، والميول الدراسية, أو المهنية؛ فسيشعر الإنسان بالمتعة والسعادة، وهو يدرس أو يؤدي عمله، أما إذا تم الاختيار للتخصص وفقاً لرغبة الآخرين، أو لتحقيق أهداف أخرى غير موضوعية؛ فربما لن يجد الشخص نفسه في هذه الدراسة أو هذه المهنة.

أحيانا الرغبة وحدها ليست كافية لتحقيق الهدف، وإنما لا بد من مراعاة القدرات العقلية، والميول المهنية، فبعض الطلاب ينجح في دراسته، ولكن عندما ينخرط في مجال العمل يشعر بعدم الرضا عن وظيفته، فنقول لك أخي الكريم: إن الإنسان يمكن أن يبدع في أي مجال من مجلات الحياة، ما دامت له قدرات وميول تؤهله للتفوق في هذا المجال.

أما موضوع الخيال فهو وسيلة بديلة للتواصل مع الذات، يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما، وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم، أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل، فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف أو الحل المناسب للمشكلة وفقاً لمعطيات الواقع، وقام بالتطبيق الفعلي لذلك؛ نقول إنه استخدم عقله بطريقة صحيحة.

فالعقل نعمة من نعم الله علينا، نستفيد منه كثيراً إذا وجّهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا، والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة، فهناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية تكون نتيجة لاستخدام خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور.

أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة، دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية؛ فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط لعدم تمكنا من إشباع دوافعنا، وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية.

وإليك بعض الإرشادات يمكنك اتباعها, وإن شاء الله تفيدك في موضوع الدراسة:

أولاً: ضع لك أهدافا واضحة وأكتبها بحيث تسهل قراءتها بين الحين والآخر، وتذكرها باستمرار، خاصة الهدف الرئيس الذي تريد تحقيقه.

ثانيا: داوم على الصلوات الخمس في مواعيدها، خاصة صلاة الصبح؛ لكي تنعم بالبركة في وقتك.

ثالثاً: حدد الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلا ومستقرا، وذهنك متيقظا للاستيعاب والفهم، لكي تكون هي أوقات المذاكرة, فبعض الطلاب يفضل المذاكرة في الصباح الباكر، والبعض الآخر يفضلها في الفترة المسائية.

رابعاً: حدد أوقاتا للترفيه والتزم بها، ولتكن متخللة لبرنامجك اليومي، ولفترات قصيرة.

خامساً: حدد أوقاتا للراحة والنوم، والتزم بها حتى تنتظم ساعتك البيولوجية.

سادساً: قم بوضع جدولك وفقاً للمعطيات السابقة، وقيم مدى التزامك به يومياً، مثلاً إذا التزمت به تماماً أعطي نفسك 10/10، وهكذا تقل الدرجة إذا قل الالتزام، وفي نهاية الأسبوع قم بوضع هذه الدرجات في صورة رسم بياني, يوضح إنجازك لكل يوم، وتذكر عوامل النجاح والفشل التي أدت إلى التزامك أو عدمه بكل يوم؛ لكي تقوم بتعديل أو إصلاح خطتك.

نسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً