الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أتناول اللحوم وهذا سبب هشاشة فروة رأسي وتجرحها وضعف شعري

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

بداية أشكر القائمين على هذا الموقع الرائع على ما يقدمونه من نصائح وإرشادات للجميع.

لدي مشكلة أصبحت تؤرقني ليلاً ونهاراً، خاصة وأني من الذين يهتمون بمظهرهم كثيراً، نظامي الغذائي نباتي ولا أستطيع تناول أية لحوم، حاولت كثيرا بالمبادرة لكني أعود لنقطة الصفر، المشكلة ليست هنا، المشكلة في شعري تحديداً فروة رأسي، قبل سنة وأكثر تقريبا بدأت أتناول كل فيتامين خاص بتغذية الشعر، وتناول الخضروات والفواكه وعمل الزيوت، لم يعد كل ذلك حتى الآن بفائدة تذكر!

ذهبت إلى مستوصف خاص، عملت تحليلا للدم وللغدة الدرقية، وأخبروني أن كل شيء طبيعي بل وفوق الطبيعي، وأعتقد أن هذا من تناول الفيتامينات، ولم أر أي تحسن في شعري، مشكلة شعري هي التساقط والجفاف والقشرة، ولم ينم منذ سنين، والأكثر من هذا هو هشاشة فروة الرأس، وأحيانا فيها احمرار أو جروح صغيرة، والقشرة هي أكثر ما يؤلمني؛ لأنني جربت كل شيء ولم ينفع، وإذا مسحت –أزلت- مكانا معينا من القشرة، أرى جرحا صغيرا، وهذا دلالة على أن فروة رأسي هشة كثيراً، وأي خدش يحدث أضرارا، حمانا الله والجميع.

حالياً أفكر بالذهاب مرة أخرى للمستوصف لطبيب جلدية، لكن بسبب الظروف وصعوبة الذهاب في هذه الأوقات أجلت الأمر، قبل يومين استخدمت زيتا لشعري اسمه الجرجير وليتني لم أستخدمه، أصبت بحكة شديدة وألم خلف الأذن اليمنى، ولا أعرف هل بسبب حساسيتي تجاه الزيت أو تاريخ انتهائه مع أنه لم ينته أو من الماء الذي أغتسل منه، بسبب ملوحته وحساسيتي منه؟ لكن أفراد أسرتي تستخدمه ولم أجد فيهم ما أعانيه، لا أعرف ما هو السبب حتى الآن؟ لم أترك شيئا لم أجربه، وتركت استخدام المجففات منذ أشهر، وها أنا لم أتحسن، يتبادر إلى ذهني أن أسباب ذلك أمراض، وهذا ما يبث الشك في نفسي.

أرجو أن لا تكرروا علي ما تقولونه للبقية؛ لأنني قرأت الكثير ولم أجد العلاج، فحبذا لو تكرمتم علي بعلاج يعود بالنفع، ولا تهمني مدة ظهور نتائجه، ولا تتطرقوا إلى الزيوت والبلسم، لأنني لم أترك شيئا حتى وهو غير مناسب لنوعية شعري، أذكر أني استخدمت الحناء والسدر وأفادني كثيراً، بل أخفى كل ما كنت أعانيه، لكنني لا أستطيع استخدامه حالياً بسبب الذهاب إلى العمل يومياً، غير ذلك هو كرهي لاستخدامهما.

أرجو التعجيل بالرد لأنني في الجامعة، ولا أستطيع الذهاب بسبب أثر ذلك في نفسيتي.

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن خلال وصفك -أختنا الكريمة- لمشكلتك الرئيسية في الاستشارة، والمتمثلة فيما تصفينه بهشاشة فروة الرأس، والاحمرار الموجود بها، والحكة، وما تحدثه من جروح، والقشور الموجودة، فكل ذلك من أعراض وظواهر مرض الأكزيما الدهنية، وهو مرض جلدي مزمن قد يلازم المريض لفترات طويلة، ويظهر في صورة حكة واحمرار وقشور في الأماكن الدهنية بالوجه، وربما بعض الأماكن الأخرى مثل: الأذن وخلفها وربما داخلها، والصدر، وفروة الرأس، ويختلف في شدته ودرجة انتشاره من مريض لآخر، وفي حالتك ومن خلال الوصف المذكور الإصابة محددة بفروة الرأس بشكل أساسي، وهذا النوع من الأكزيما أو الالتهاب يكون متكررا، بمعنى أنه قد يختفي لفترة أو تقل شدته ثم يعاود الظهور أو التهيج مرة أخرى.

ويجب التكيف مع المشكلة التي تعانين منها، واستخدام العلاجات المتاحة بشكل فعال وآمن في ذات الوقت حتى تتم السيطرة على مشكلتك بدون آثار جانبية؛ لأن أغلب العلاجات الفعالة تحتوي على الكورتيزون الموضعي، ويمكنك استعمال علاجات طبية فعالة للتخلص من هذه المشكلة مثل: Betnovate scalp application or Elocom lotion بواقع مرة واحدة يوميا لمدة من أسبوع إلى أسبوعين فقط حسب الحاجة حتى يتم التخلص من القشور والالتهاب والحكة، ثم تستمرين بعد ذلك في استعمال الشامبوهات المضادة للقشرة مرة أو مرتين أسبوعيا حسب الحاجة، وبشكل تبادلي بين الأنواع المذكورة لاحقا، حتى تحافظين على فروة الرأس صحية وخالية من القشور، ومن هذه الشامبوهات الأنواع التي تحتوي على مادة Selenium sulphide أو Phytheol intense أو Decros antidandruff أو Kelual DS، وبهذا الأسلوب العلاجي يمكنك التغلب والسيطرة على المشكلة التي تعانين منها بشكل فعال وحقيقي، وإذا عادت المشكلة مرة أخرى يمكن استخدام العلاج الطبي لكن لوقت قصير، وبذلك يكون العلاج لفترات قصيرة وبشكل متقطع مع الاستمرار باستعمال الشامبوهات المذكورة سابقا، وأنصح أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي.

أما بالنسبة لمشكلة الالتهاب خلف الأذن اليمنى، فربما يكون ذلك تحسسا تلامسيا من المستحضر المستعمل، أو جزءاً من الأكزيما الدهنية التي تعانين منها بفروة الرأس؛ لأنها تصيب أماكن أخرى بالجلد، من ضمنها منطقة خلف الأذن كما ذكرت سابقا، والعلاج يكون باستعمال كريم Hydrocortisone 1% مرة واحدة يوميا لعدة أيام.

أما بالنسبة لتساقط الشعر أو عدم نموه كما ذكرت، فلا بد أن تعلمي أن طبيعة الشعر ودرجة تجعده، وكثافته وطوله ولونه، تختلف من شخص لآخر، ومن عرق لآخر، ولا بد من التأكد من خلوك من أي من المشكلات التي تسبب تساقط الشعر أو ضعف نموه مثل: الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء، والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق وغيرها، ومن الجيد أنك قمت بعمل العديد من الفحوصات وكانت سليمة، وهنا أنصحك بالتواصل مع أخصائي تغذية للتأكد من تحقيقك لاحتياجاتك الغذائية، واتباع النصائح التالية التي أتوقع أن تكون مفيدة لك في كيفية العناية بالشعر، حتى تجعله ينمو في أفضل صورة، وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعة شعرك:
• الاهتمام بالتغذية الصحية، لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن، وشرب كمية كافية من الماء يوميا.

• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يومياً.

• غسل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه، على أن يكون الغسل متباعداً، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.

• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسل الشعر باستمرار، لأنه بمثابة المرطب للشعر.

• يفضل تجفيف الشعر برقة بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل، والموس، وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.

• تجنبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين، وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً