الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم توبتي إلا أني عدت للعادة السرية... فهل يغفر الله لي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في العشرينات، أدمنت العادة السرية منذ سنوات، واستطعت أن أتوب إلى الله وأقلع عنها منذ سنتين، ولكن انتابتني البارحة رغبة قوية في ممارستها، قاومتها ما يزيد عن الساعة ولكنني استسلمت في آخر المطاف ومارستها لمدة لا تزيد عن 30 ثانية، نعم استسلمت بعد أن تبت توبة نصوحا، وذقت طعم التوبة، ويشهد الله أني قاومت بكل ما أوتيت من عزم وقوة، فهل يغفر الله لي؟ وهل توبتي الأولى لاغية؟ (الممارسة كانت سطحية).

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ layla حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة - فإني أحمد الله تعالى أن أعانك خلال هذه الفترة على التوبة الصادقة النصوح، وعلى مقاومة هذه الرغبة الجنسية العارمة لمدة سنتين كاملتين، ومما لا شك فيه أن هذه التوبة بهذه الطريقة -بإذن الله تعالى- مقبولة، لأن الله تبارك وتعالى جعل أصل التوبة - كما نصَّ أهل العلم - إنما هو ترك المعصية حياءً منه وخوفًا منه جل جلاله، فالتوبة القديمة التي استمرت لمدة عامين -بإذن الله تعالى- توبة صادقة وبإذن الله تعالى مقبولة، وحتى لو عدت إلى المعصية فإن الله تبارك وتعالى جل جلاله لن يفتح لك الملف القديم؛ لأن هذا يتعارض مع رحمته سبحانه وتعالى بعباده، وإنما هذه معصية جديدة، هذا الذنب الذي وقعت فيه هذا ذنب جديد له ملفه الخاص به.

فكونك تبت إلى الله تبارك وتعالى بعد ذلك -فإن شاء الله تعالى- سيغفر الله تبارك وتعالى لك هذا الذنب أيضًا، ولكن عليك بالمقاومة والاجتهاد، ومحاولة الابتعاد عن الأمور التي تثير هذه الشهوة، لأن مما لا شك فيه أن هناك أسبابا، فإذا كانت الخلوة هي التي تحرك هذا الأمر فاجتهدي ألا تكوني في خلوة بالطريقة التي تؤدي إلى استحواذ الشيطان عليك،؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)، ويقول: (وإن الشيطان مع الواحد).

فاجتهدي -بارك الله فيك- في إغلاق هذه الفترات التي تكونين فيها وحدك، والتقليل منها إلى حد كبير، وإذا كانت هذه تأتيك في الليل فحاولي ألا تدخلي فراشك إلا عندما تشعرين بالرغبة القوية في النوم، حتى تقللي من مساحة استحواذ الشيطان عليك أو انفراد الشيطان بك.

وإذا كانت الممارسة تأتيك إذا كنت في دورة المياه فاجتهدي ألا تُطيلي الجلوس فيها إلا بمقدار قضاء الحاجة، ولا تدخلي إلى دورة المياه إلا عند الحاجة الشديدة أيضًا، وأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وأكثري من الاستغفار، وحاولي أن تُدخلي في حياتك أذكار الصباح والمساء، وأن تحافظي عليها، وكذلك أذكار المساء، وورد من القرآن الكريم يوميًا، كذلك الصلاة على النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، وقراءة بعض الكتب النافعة والهادفة التي تقوي الإيمان مثل كتاب (مختصر منهاج القاصدين) أو (البحر الرائق) للشيخ أحمد فريد، أو غيرهما من الكتب المفيدة التي تقوي الإيمان -بإذن الله تعالى- وتحث الإنسان على طاعة الرحمن.

نسأل الله أن يغفر لك وأن يتوب عليك، وأن يتقبل توبتك خالصة لوجهه الكريم، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات