الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحتلم في منامي بالرجال دون النساء مع أنني لا أرغب بهم.. ما دلالة ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمرى 22 عاما، عندما كنت صغيرا -وقبل سن البلوغ- كنت أعبث بأعضائي التناسلية أنا وأبناء خالتي، وكنا لا ندري ماذا نفعل، واستمر الموضوع حتى بلغنا وعرفت الصح من الخطأ وأن هذا حرام، ولكن ما يحدث كان العبث بالأعضاء التناسلية فقط دون إدخال أو ما شابه ذلك من شيء، وقد كان شيئا من الطفولة، وكنت حينها أعتقد أننا أولاد ولا يوجد بيننا عورة، والحمد والفضل لله بعد ذلك تبت الى الله عندما عرفت الصواب، (وكان كل ذلك قبل البلوغ) وعندما بلغت أصبحت عندما أحتلم في منامي أحتلم برجال أو شباب، وليس بنساء كباقي الشباب!

مع العلم أن لدي شهوة تجاه النساء، ولا يوجد لدي تجاه الرجال، وأشعر بأنني إنسان طبيعى -والحمد لله-.

فهل يدل ذلك على أنني شاذ جنسيا ؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مازن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا، وعلى شكرك لخدمات هذا الموقع.

لأسباب متعددة -تتعلق غالبا بالتربية وظروف الحياة، والتجارب السابقة في الطفولة وغيرها-؛ قد يصبح عند الشخص شكل من أشكال مشكلات التوجه الجنسي، كأن تصبح عند الشاب ميول جنسية نحو مثله من الشباب، وكما هو الحال (قليلا) معك في موضوع الأحلام، عندما يبدأ الشاب يشتهي الجنس مع مَن هو مِن جنسه، والأخطر من هذا عندما يبدأ بممارسة علاقات مع شباب أو رجال آخرين. وقد يصل إلى حدّ النفور من الجنس الآخر، أو على الاقل لا يُثار من الجنس الآخر، ونسمي مثل هذه الحالة: "الجنوسية المثلية".

ولهذه المشكلة علاقة وثيقة بطريقة التربية، وبالذات علاقات الشاب بأبيه وبأمه، والغالب في هذه الحالات أن تكون علاقة الابن بأبيه ضعيفة مما يجعله لا يرغب بالتماهي مع أبيه، أي لا يريد أن يكون "مثله" وربما يميل للإعجاب بأمه، ويعتبرها قدوة له. وليس بالضرورة أن ينطبق الوصف على كل حالة من مشكلات الهوية الجنسية، -هذا بصورة عامة-.

ولكن -ولله الحمد- ليست الأمور عندك على هذا الشكل، فأولا أنت لا تشتهي الرجال، وأنت تشتهي النساء، ولكن لا أستبعد وبسبب اللعب الجنسي في الطفولة، وهو أمر منتشر، ولكن ربما بسبب هذا اللعب، ربما هناك ميل خفيّ وخفيف نحو الذكور، إلا أن دينك وخلقك يمنعانك من مجاراة هذا الأمر، ولذلك فأنت لا تتجاوز الحلال، إلا أن شيئا من هذا يخرج بين الحين والآخر في الأحلام.

ولكن اطمئن فأنت لست على الشذوذ الجنسي، طالما أن الأمر استمر كما هو عليه الآن، والله تعالى سيخفف عندك هذا، وسيختفي مع الوقت، وخاصة عندما تكبر ويأتي موضوع الزواج والحياة الزوجية مع شريكة حياتك.

هل يمكن تغيير هذا التوجه، إن صحت التسمية؟ الجواب نعم. طبعا أمر التغيير والعدول عن هذا الميل وهذه الرغبة ليس بالأمر السهل، إلا أن التغيير أسهل وأضمن عندما يعتقد الشاب بخطأ هذا التوجه وهذا الميل، أو عندما يطلب المساعدة والإصلاح وهو متحمس لهما.

وللاستمرار على الطريق الصحيح؛ يمكنك أن تمسك نفسك وتجاهدها لتمنعها من أي شيء من هذا الميل، وتحاول أن تزيد عندك الميل للجنس الآخر، وأن تعتبر نفسك كأي إنسان آخر تراوده نفسه على الحرام، إلا أنه يمنع نفسه ويقاومها.

وفقك الله ويسّر لك الأمر.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات