الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يصيبني ضيق وتوتر وعصيبة عند معرفتي بأن عليّ تطبيقا، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خيرًا على جهدكم، أريد مساعدتكم.

أنا ظروفي لا تسمح لي بالذهاب لطبيب، أنا فتاة في 21 من العمر منذ تسع سنوات وإلى الآن لدي الخوف الشديد من (البرزنتيشن) مجرد ما أسمع هذه الكلمة ينتابني خوف، وتتزايد نبضات قلبي، أنا الآن في السنة الثالثة في الجامعة، في السنة الأولى إذا طلب مني (برزنتيشن) أعمله، لكن بتوتر شديد، وتتزايد نبضات القلب بشكل لا يطاق وأتعرق ويرتجف صوتي وجسمي يرتجف من بعدها، تركت عمل (البرزنتيشن) مما أثر على درجاتي، ومجرد أن تقول لنا الأستاذة أنه مطلوب منا (برزنتيشن)، يصيبني توتر وأتضايق جدًا، وأكون أكثر عصبية وكآبة طيلة الأيام، حتى نومي لا أرتاح به، وأيضا لا أحب القراءة عند الناس، أتوتر وقلبي يضرب بقوة وحول عيني يأتي سواد.

لدي حالات من الرهاب الاجتماعي منذ الصغر، مثلا: إذا جلست مع مجموعات حتى لو كان مع أهلي أحاول التحدث والمزاح، لكن مع ارتباك وتوتر، لا أحب أن أتحدث مع أستاذاتي أو أحد له منصب؛ لأني أتوتر وأرتبك، وقلبي يزيد نبضه، أتحدث مع الغرباء، لكن بتوتر وارتباك، وأحاول إغلاق الحديث بسرعة، أتوتر عندما أعرف أن لدينا زواجا، أو عزيمة، ولا أذهب غالبًا.

وقد سمعت عن دواء الزيروكسات ومفعوله الممتاز وأريد تناوله، لكن لا أعرف الجرعة، وهل أتناول معه بروبانول؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ reemanh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وصفك لحالتك جيد وجميل ودقيق، وأقول لك أنت تعانين من قلق المخاوف الاجتماعي الظرفي، يعني أن تفاعلاتك كلها ظرفية، والذي يظهر لي أن أفكارك التخوفية والرهابية تسبق الأفعال، وهذا يسبب لك صعوبة كبيرة.

قبل أن أتحدث عن الدواء لا بد أن تُدركي إدراكًا يقينيًا بأن هذا الخوف الذي تحسين به هو شعور خاص بك، لا أحد يطلع عليه، لا أحد يراك ترتعشين وتتلعثمين كما يعتقد البعض، ولن تفقدي السيطرة على الموقف، لن تسقطي أرضًا أو شيئا من هذا القبيل.

وهذا القلق والخوف يكون في بداية المهمة أكثر، بعد ذلك يتلاشى، بل يتحول إلى قلق إيجابي، قلق إبداعي، يحسن من درجة انتباهك وأدائك أمام الآخرين.

فإذًا تصحيح المفهوم مهم، وهذا يجب أن يدفعك لعدم تجنب هذا (البرزنتيشن) وغيره، نعم التجربة مخيفة في بدايتها، لكن بعد ذلك تتلاشى تمامًا، وحتى تساعدي نفسك أريدك أن تلجئي لما يسمى بالتعرض، أو التعريض في الخيال، يوميًا يجب أن تجلسي مع نفسك مرتين لمدة نصف ساعة على الأقل، تتخيلي أنك تقدمين عرضًا ما، ويا حبذا لو قمت بوضع (الاسليدلات) والعروض على الكمبيوتر، وقمت بالفعل بعرضها، وبصوتٍ عالٍ، وتتصورين كأنك أمام عشرات أو مئات الناس.

هذا تعريض في الخيال، لكنه أيضًا فيه شيء من الواقعية، هذه خطوة مهمة جدًّا. وقومي بمثل هذه الأنشطة بصورٍ متعددة، دائمًا اجلسي في الصفوف الأولى، دائمًا تواصلي مع صديقاتك من البنات الصالحات، وافتحي معهنَّ مواضيع، مثلاً اقترحي لهنَّ أن تقمنَ بعمل حلقة للقرآن، مرة أو مرتين في الأسبوع، أنت صاحبة الاقتراح، فهنا عليك مسؤولية نفسية، هذه المسؤولية ستكون دافعًا قويًّا لك لتنظمي هذه الحلقة، وهنا تكوني كسرت جدار الخوف تمامًا، وسوف تحسين بالرضا، وهكذا.

أفعال من هذا القبيل تفيد، تفيد جدًّا في علاج هذا الأمر، وخطة العلاج الأخرى يجب أن تشمل تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مثبتة الفعالية؛ لأنها تؤدي إلى استرخاء ذهني وجسدي، والرهاب دائمًا مربوط بالتوتر الجسدي والتوتر الذهني والقلق التوقعي، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطبقي ما بها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم الزيروكسات دواء مفيد جدًّا، لكني أريدك أن تشاوري أسرتك، أو أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، هذا سهل جدًّا.

جرعة الزيروكسات المطلوبة هي نصف حبة فقط (عشرة مليجرام) يتم تناولها يوميًا لمدة شهر، ثم اجعليها حبة كاملة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

يُضاف إلى الزيروكسات دواء آخر بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (إندرال)، ويسمى علميًا باسم (بروبرالانول)، هذا يتم تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة عشرة مليجرام، تناوليه لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناوله، وبعض الناس يتناولونه بجرعة عشرين مليجرامًا ساعتين قبل الدخول في المواجهات الاجتماعية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً