الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي عنيدٌ ومشاكس ويتلفظ بكلام غير لائق.

السؤال

السلام عليكم

سؤالي الأولي: ما هو الحل الأمثل لمعالجة طفل مشاكس جدًا ويتلفظ بكلام غير لائق؟ علما أن عمر الطفل لا يتجاوز الـ 3 أعوام، وعنادي جدًا.

سؤالي الثاني: ما هو الحل الأمثل لزوجين لا يمر يوم إلا وبه مشاكل وصراخ وضرب -مفضوحين بين الجيران-، والخطأ من الزوجين كليهما، ومشاكلهم تتعلق على الأغلب بالمال، علمًا أن لديهم 3 أبناء أعمارهم بين 12 والـ 20 عامًا؟

وسؤالي الثالث: ما هو علاج المرأة الثرثارة؟

في الأخير أشكر مجهودكم الرائع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كلكامش حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا بهذه الأسئلة.

أما بالنسبة لعناد الطفل وسلوكه، فالطفل الصغير في هذا العمر ثلاث سنوات يحتاج إلى حدود واضحة للسلوك، وأن يعرف وبكل وضوح ما هو مسموح، وما هو غير مسموح.

ووضوح هذا الأمر، ومن دون أي التباس، أو شك، أو تردد، لا يعني بالعنف أو الضرب، وإنما أن يقال له وبهدوء ووضوح، وأن يعلم هذا وهو يستمع إليك، ومن خلال نبرة صوتك، ونظرة عينيك في عينيه، ومن دون ابتسام، أنك جاد تماما فيما تقول، أو فيما تقول له أمه.

ويجب أن تخذوا الإجراءات المطلوبة لضمان أن لا تتاح له فرصة "كسر" كلمتكم، فلا تكون مثلا ظروف خروجه عن تعاليمكم متوفرة له بسهولة، أو لا أن تبتعدوا عنه لمدة طويلة، فتراوده نفسه على عصيانكم والقيام بما منعتموه منه.

وأفضل من المنع عن العمل السلبي: أن تشجعوه على القيام ببعض الأعمال البديلة عما لا تريدونه أن يفعل، أي أن تملؤوا وقته بما هو مفيد ومسل، فلا يحتاج للمزيد من الإثارة عن طريق مخالفة كلماتكم والعناد.

وسأشرح هنا شيئاً أساسياً يمكن أن يكون نقطة تحول في طريقة تربيتكم لطفلكم.

إن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال، وربما كثير مما ذكرته في سؤالك من العناد، هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسه، ومن المعروف أن الطفل يحتاج لانتباه من حوله كما يحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصّل الطفل هذا الانتباه على سلوكه الحسن، فإنه سيخترع طرقا سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية.

ولماذا السلوكيات السلبية؟ ببساطة لأننا، نحن الآباء والأمهات لا ننتبه للسوك الإيجابي، وكما قال أحدهم: "عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيئ العمل، لا أحد ينسى".

وما يمكن أن تفعلوه مع طفلكم، عدة أمور منها:
1- أن تلاحظوا أي سلوك إيجابي يقوم به طفلكم، وأن تـُشعروه بأنك قد لاحظتم هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكروه عليه.

2- أن تحاولوا تجاهل بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن يقوم به الطفل، إلا السلوك الذي يعرض فيه نفسه أو غيره للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفل والآخرين مباشرة.

ولا ننس بالنسبة لعناد طفلك أن الكثير من هذا أيضا هو سلوك لجذب انتباهكم وانتباه من حوله، فحاولوا التعامل معه كمجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنكم توجيه انتباهكم إليه عندما يتجاوب معكم ومن دون عناد، وحاولوا صرف انتباهكم عنه عندما يصل عناده لحدّ لا ترتاحون له.

واعلم أن الصفة التي تتعبنا في الطفل وهو صغير قد تكون هي نفسها الصفة التي ستكون وراء نجاحه وتفوقه في قابلات الأيام، فنحن لا نهدف إلى تحطيم هذه الثقة والعناد وإنما تطويعها لمصلحة الطفل ومصلحة من حوله.

وأنصح بدراسة كتابي "أولادنا من الطفولة إلى الشباب" وسيعينك على تربية طفلكم، ويمكنكم الحصول عليه من موقع نيل وفرات دوت كوم.

وبالنسبة للسؤال الثاني حول الخلاف والشجار بين الزوجين، فأيضا الحديث يطول، ولكني أتوقع إنكم إذا اتفقتم على اتباع الخطوات التي ذكرتها لكم في طريقة التعامل مع طفلكم الصغير، فإني أتوقع أن تلاحظا حتى تحسن العلاقة فيما بينكما، وهذا من باب التجربة والخبرة الطويلة، وما عليكم إلا تجريب ما أقول.

وأطلب منك الآن أن تؤخر عمل أي شيء فيما أسميته "ثرثرة" الزوج، وأن تركز أولاً على تحسين العلاقة بينكما، وعلى اتباع ما ذكرت في التعامل مع الطفل، وفي المستقبل يمكنك محاولة تغيير حال هذه "الثرثرة".

وفقكم الله، وكتب لكم السعادة الأسرية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر أم محمود وماجد

    الأطفال متعبين لكن علينا تحمل ما يقومون به مع نصحهم الى الأفضل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً