الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد حلا لتعلق طفلتي الشديد بي فهي لا تنام إلا وأنا بجوارها

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من معلومات مفيدة وقيمة.

استشارتي بخصوص ابنتي التي تبلغ من العمر خمس سنوات، فهي مرتبطة بي جدا.

المشكلة الآن: أنها لا تنام إلا وأنا إلى جوارها، وإذا قمت من جانبها لأي سبب تستيقظ بعدها بفترة قصيرة وتبدأ بالبكاء، وإذا تأخرت عليها يصبح صراخا، وتعود إلى النوم بعد أن أعود لأنام بجوارها.

الآن زاد الموضوع كثيرا حتى أنها أصبحت تستيقظ كثيرا، مما يمنع العلاقة الخاصة بيني وبين زوجي، ولا أدرى ما الحل؟

أرجو أن أجد لديكم حلا جذريا لهذه المشكلة، مع العلم أن لدي ابنا في الثالثة من عمره، ولكنه ينام نوما طبيعيا -والحمد لله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا على هذا الموقع.

لقد أتتني مرة سيدة تشتكي من أن ابنتها البالغة من العمر 11 سنة تنام معها في سريرها، فما رأيك أن تستمري مع طفلتك حتى تبلغ هذا العمر؟! بالطبع لا، وليس هناك من مبرر لهذا الأمر.

في مثل هذه الحالات -واسمحي لي بشيء من الصراحة- المشكلة ليست عند الطفلة، وإنما هي عند الأم؛ حيث أنه في كثير من الأحيان يوجد عند الأم ما يجعلها تقلق على طفلتها، فتجعلها تنام معها في السرير، ومن ثم يستمر الحال إلى أن تجد الأم معه صعوبة في تغيير هذه "العادة"!

هل كانت طفلتك مريضة في صغرها مما اضطرك لجعلها تنام معك، أو أن هناك أمرا آخر يجعلك تشعرين بالقلق عليها؟ يمكن للطفل أن يشعر بالقلق إذا شعر أهله بالقلق، فابنتك ولسبب ما تشعر بقلقك من الافتراق عنها، فهي تشعر بهذا القلق مما يسبب قلقها.

اطمئني يمكنك ومن هذه الليلة أن تغيّري الأمر، ويجب أن تغيّريه، فهناك العديد من الأسباب التي يجعلك تبعدي ابنتك عنك وعن والدها عند النوم، أقول: منذ الليلة، نعم منذ الليلة، ولا يحتاج الأمر أن يمر بمراحل لأسابيع أو أشهر أو سنوات.

اشرحي لها اليوم أثناء النهار أنك فكرت في الأمر، وأنك تشعرين بأنها -ما شاء الله- قد أصبحت كبيرة، وأنه يمكنها ومنذ الليلة النوم في سريرها، ومن دون الحاجة للنوم معكما، واحرصي أن يكون كلامك معها مطمئنا لها، ولكن في ذات الوقت واثقا، ومما يوحي بأنه ليس هناك ما يقلقك من هذا التغيير، ومما يوحي إليها بأنه لا خيار لها في هذا الأمر، وهكذا الحال في غالبية الأسر.

لا تنسي أنك بفعلك هذا -جعلها تنام في سريرها- لست فقط تعينين نفسك وزوجك على حياة طبيعية، ولكنك أيضا تعينين طفلتك لتنشأ بشكل طبيعي بعيد عن القلق والمخاوف، مما يساعدها لأن تكون أكثر ثقة في نفسها الآن وفي قابلات الأيام.

وفقكم الله، وأحلاما سعيدة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً