الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت أخاف الوحدة بعد العلاج النفسي، هل سأعود كما كنت بعد نهاية العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

لقد أصبت بالاكتئاب الشديد قبل سنة، وذهبت لطبيب نفسي وأعطاني دواء efexor xr 150 mg حبة باليوم،

مع دواء zyprexa 5mg حبتين باليوم، ومراجعاتي للطبيب كانت صعبة، وأنا الآن بنفسية جيدة -والحمد الله- وزال عني الاكتئاب والحزن وأكمل دراستي حاليا، ولكن لم أعد أستطيع النوم بمفردي حيث كنت طول عمري أنام وحدي بدون أي مشاكل، والآن أنام مع أمي وأخاف من الجلوس وحدي بالمنزل، وأحب أن يكون أهلي حولي، وأحب الذهاب للناس والزيارات بشدة لم تكن قبل الاكتئاب، هل بعد إيقاف العلاج سوف أرجع لطبيعتي حيث الوحدة لم تكن تقلقني وتخيفني؟ وأيضا زاد وزني بشكل كبير حيث زاد 15 كيلو، وشهيتي للأكل في ازدياد، وقرأت بالنت أن الافكسور والزيبركسا يزيدان الوزن للأسف، فهل هذا صحيح؟

ولاحظت عندما أوقف الدوائين ليوم مثلا لا أستطيع النوم أبدا، فكيف أستطيع إيقاف هذا الدواء تدريجيا بدون أعراض انسحابية؟

بارك الله فيكم، أرجو الرد على تساؤلاتي قريبا فأنا بانتظاركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد قمت بمراجعة الطبيب بعد أن شعرت بما أسميته بالاكتئاب الشديد، وهذا قرار سليم، وقام الطبيب بإعطائك دواءين نفسيين رئيسيين، -والحمد لله تعالى- أحوالك تحسنت بصورة واضحة جدًّا، وبالنسبة لزيادة الوزن، بالفعل هي أحد الآثار الجانبية التي قد تحدث من الإفيكسر والزبركسا، تحدث خاصة في الأربعة أشهر الأولى، وتحدث لحوالي 40% من الناس خاصة الذين لديهم تاريخ سُمنة في الأسرة.

أنا سعيد بالتحسن الذي طرأ على حالتك، لكن لا أريدك أبدًا أن تستعجلي في التوقف عن الدواء، الأمر المطلوب في مثل هذه الحالة هو أن تراجعي طبيبك، وهنالك أدوية بديلة ممتازة لا تزيد الوزن، مثلاً الزبركسا يمكن استبداله بـ (الإبليفاي) والذي يعرف علميًا باسم (إرببرازول)، والإفيكسر يمكن أن يستبدل مثلاً بـالـ (بروزاك) والذي يعرف علميًا باسم (فلوكستين). هذه أدوية ممتازة فعالة، ولا تزيد الوزن، -وإن شاء الله تعالى- تجدد من طاقاتك، وتعطيك دافعية أكبر نحو التفاعل الاجتماعي الذي تحتاجينه الآن.

لا تتوقفي - أيتها الفاضلة الكريمة - عن الأدوية، لا توقفًا مفاجئًا ولا توقفًا تدريجيًا، لأن - وكما ذكرت لك - هذه أدوية رئيسية، هنالك بروتوكولات تنظيمية تتعلق بداية العلاج بها والاستمرار عليها ومن ثم التوقف عنها، وكما ذكرت لك سلفًا البدائل موجودة، وهي على نفس المستوى من الفعالية الممتازة والجودة.

نصيحتي لك هي: إذًا المتابعة مع الطبيب، والنصيحة الثانية هي: أن تكوني فعّالة في جميع الأصعدة، على الصعيد الاجتماعي، على المستوى الأسري، إن كنت في مرحلة دراسية تجتهدي في دراستك، إن كنت غير ذلك أحسني إدارة وقتك، ويمكن أن تواصلي دراسة بعض الكورسات المفيدة، وقطعًا الانضمام لمراكز تحفيظ القرآن سيفيدك، حيث إنه يجعلك تلتقين بالخيرات من الفتيات، وفي ذات الوقت يحدث تفاعل اجتماعي جميل، ولا شك أن تعلم كتاب الله تلاوة وشرحًا وقراءة صحيحة هو من أجمل ما يمكن أن يكتسبه الإنسان في هذه الحياة.

أنا سعيد برسالتك هذه، وأتمنى أن تكون الإرشادات التي أسديتها لك مفيدة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً