الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول السيرترالين لكني أعاني من الأرق.. هل سيزول مع الاستمرار في العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

جزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه من المجهودات لخدمة الناس.

أنا شاب من المغرب، أعاني من اضطراب المخاوف العامة، والقلق العام منذ الصغر مع اكتئاب متوسط، وحاليًا أستخدم سيرترالين 50mg منذ أسبوع، ومشكلتي معه أنه يسبب لي أرقا قبل النوم، واستيقاظًا لعدة مرات في الليل سواء أخذته صباحًا، أو مساءً، كما أنني أعاني الاضطراب في النوم حتى من دون الدواء، إلا أن السيرترالين يزيد من حدته، وقد كنت في السابق قد استعملت الامتربتلين بجرعة 100 مج يوميًا لمدة 6 أشهر غير أنه لم يعد يعطي نفس المفعول، وعادت مشاكل النوم مجددًا، رغم أنني لا أشرب المنبهات، ولا أنام نهارًا، وأمارس الرياضة، وأقرأ يوميًا جزءًا من القرآن الكريم، وأحافظ على أذكار النوم، ولله الحمد.

بالنسبة للسيرترالين فهو الوحيد الذي ناسبني من بين الباروكستين، والفليوكستين، والايسيتالوبرام، والفينلافاكسين، حيث أخذته لمدة ثلاثة أشهر صباحًا في السابق مع نتيجة لا بأس بها مع جرعة 50مج، ولكن مع الاضطراب في النوم.

أسئلتي: هل مع الوقت سيتوقف التأثير السلبي على النوم مع السيرترالين، أم أنه دواء يسبب اضطراب النوم عند البعض، ولا يزول رغم مواصلة العلاج؟ وهل الزيادة في الجرعة إلى 100مج ستزيد من الاضطراب في النوم أم العكس؟

وهل نظرية أنه عندما يسيطر الدواء على المخاوف والقلق والاكتئاب يرجع النوم للحالة الطبيعية، أم يبقى الاضطراب فيه حالة منفصلة تستدعي علاجًا مستقلاً؟ وما الذي ترونه الأنسب في حالتي؟

لكم جزيل الشكر، والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

السيرترالين يعتبر دواء ممتازًا، ومن حيث تأثيره على النوم فهو دواء يعتبر محايد بصفة عامة، بمعنى أنه لا يزيد ولا ينقص النوم، لكن قطعًا هناك تباين وفوارق شخصية بين الناس، هناك من قال أن السيرترالين زاد من نومه، وهناك من قال أنه قد أنقص من نومه كثيرًا مثل شخصك الكريم.

أيها الأخ العزيز: لا توجد إشكالية في هذا الأمر، حاول أن تحسن صحتك النومية من خلال ما ذكرته من ممارسة للرياضة، وتجنب المنبهات، وتثبيت وقت الفراش، ويجب أن تُضيف على ذلك ممارسة تمارين الاسترخاء (2136015).

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فأرجو أن تتناول السيرترالين صباحًا، وتتناول في المساء ليس الإميتربتالين، إنما (ميرتازبين)، والذي يعرف باسم (ريمارون) تناوله بجرعة خمسة عشر مليجرامًا – أي نصف حبة – ليلاً، أضف إليه جرعة (سوركويل)، والتي تكون خمسة وعشرين مليجرامًا، تناولهما ليلاً بانتظام لمدة شهرين، بعد ذلك توقف عن السوركويل واستمر على جرعة الريمارون لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله، واستمر على السيرترالين في فترة الصباح.

هذا ترتيب جيد، أعتقد أنه سوف يشكل قاعدة كيميائية بيولوجية صحيحة تؤدي إلى ترتيب الساعة البيولوجية النومية عندك بصورة أفضل.

سؤالك حول النظرية التي تقول أن الدواء حين يسيطر على المخاوف والاكتئاب والقلق يرجع النوم إلى طبيعته، هذه نظرية صحيحة، وتنطبق على معظم الناس.

لا أرى أنه يوجد داعي لزيادة جرعة السيرترالين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً