الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكره كثرة الضحك والكلام ولكنِّي ابتليت بهما، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أكره كثرة الضحك والكلام، ولكنني لا أستطيع تمالك نفسي من هذين الاثنين، فأبسط شيء أتكلم فيه، وأتفه شيء يضحكني بشكل مزعج وباستمرار.

أرجو علاجا لذلك، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خلاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا في هذا الموقع.

إن ما أنت عليه من الضحك والرغبة في الكلام ليس ضعفا أو سوءا، وإنما ربما نتيجة طبيعية لظروف الحياة، وربما توجيه الأسرة وطبيعة تربيتها.

إن الضحك وكثرة الكلام في كثير من الأوقات إنما هي نتيجة ومظهر لشيء آخر، فيا ترى ما هي الأمور في حياتك الخاصة والأسرية والاجتماعية، والتي لم تتحدث لنا عنها الكثير، مما يمكن أن يفسّر هذه الرغبة بالكلام والتي تشتكي منها؟

للضحك علاقة وثيقة بالعواطف وأي شيء لا إرادي، وأحيانا عندما يشعر الإنسان بالرغبة في الكلام أو الاعتراض على كلام الناس أو الانتقاد لهم، ألا أنه قد لا يستطيع لسبب نفسي أو اجتماعي، فلاشك أن هذا يجعله يمتلئ بالعواطف والمشاعر الكثيرة التي يختزنها في نفسه، والتي تنتظر أن تخرج أو تنفجر في مكان وزمان مختلفين، فإذا به يجد نفسه أمام موقف، ومن حيث لا يدري منفجرا بالضحك والعصبية وكثرة الكلام، وربما يسأل نفسه لماذا؟

ابحث وفكّر بتفاصيل حياتك وظروف معيشتك، واسأل نفسك:

- ما هي الأمور أو المواقف التي تزعجني أو تشعرني بالغضب أو تشعرني بالضحك؟

- ما هي المواقف التي أشعر فيها بالكلام، إلا أني لا أستطيع التعبير عنه؟

- كيف يمكن أن أفرّغ مشاعري وعواطفي بطريقة صحيّة سليمة وغير ضارة؟

- ما هي الهوايات التي أستمتع بها في حياتي؟

إن الإجابة على هذه الأسئلة ستساعدك كثيرا على تجاوز هذه المرحلة، أو المواقف الصعبة التي تعيشها، وستعينك على التغيير الذي تريد.

مارس الرياضة أو غيرها من الأنشطة المريحة لك، والتي تستمتع بها، كالتعبير عن المشاعر والعواطف التي تعتلج في صدرك.

أنا متفائل من أنك ستستطيع تجاوز هذه المرحلة وبنجاح، ومصدر هذا التفاؤل أمران:

الأول: هو عزمك على إحداث التغيير المطلوب، وإلا لما كتبت إلينا، وخاصة أنك ومنذ مدة وأنت تحاول التغيير.

والثاني: أني أقدر أنك ما زلت في عمر الشباب، أي أنك تستطيع تغيير الكثير مما في حياتك، ولكن عليك أولا أن تحدد تماما ماذا تريد من التغيير المطلوب.

إني أقول عادة: إن مما يعجبني في تعريف الشخصية تعريف بسيط أن "الشخصية هي مجموعة من العادات السلوكية" فبدل أن تحاول تغيير شخصيتك من الضحك وكثرة الكلام، حاول تغيير العادات السلوكية عندك، وهذا أمر ممكن وعمليّ، وستشعر من خلال الزمن بشخصيتك التي تريد.

لا بد من التدرج وبعض الوقت في تغيير العادات عموما، فهذه تحتاج للوقت.

وفقك الله، وأعانك على تحقيق مرادك، لتمتلك الشخصية والطباع التي تريد وتتمنى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً