الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطراب الدورة الشهرية وتأخر الحمل.. ما السبيل لعلاجهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع، وأنا من المتابعات لموقعكم الجميل والمفيد.

قبل أن أكتب مشاركتي حاولت البحث عن حالة تشبه حالتي في الاستشارات، لكن أظن أن حالتي مجموعة أو خليط من المشاكل.

أنا سيدة عمري 30 سنة، مررت بتجربة قاسية في زواجي الأول، واخترت الطلاق، والآن أنا متزوجة، لكن زوجي يعيش في دولة بعيدة، تزوجت في شهر 12، بقي زوجي معي 10 أيام فقط، وبعدها سافر إلى مكان عمله.

دورتي الشهرية كانت منتظمة جداً- 25 يوماً- وكانت لا تتأخر أبداً، بعدما سافر زوجي تأخرت دورتي 4 أيام، وشككت أنني حامل، وعملت تحليلاً في المنزل، وكانت النتيجة سالب، بعدها نزلت الدورة، ولكن بقيت يومين فقط نزل فيهما دم لونه غامق جداً، و3 أيام الباقية فقط مجرد أوساخ.

ودورتي الثانية تقدمت 3 أيام، وحصلت نفس المشكلة، وبدأت ألاحظ ظهور الشعر في الذقن بشكل واضح، وكذلك شعر الشنب، كنت دائما أزيله لكن لاحظت أنه بدأ يطلع بسرعة كبيرة، وشككت أنني حامل -لأنني أسمع عن الحمل مع وجود الدورة-، وذهبت للمختبر في شهر 4 وعملت تحليل الدم للحمل، وكان سالباً.

وبدأت أحس بخفقان شديد ومستمر في بطني، لدرجة أنني أرى بطني يهتز، وغثيان وتعب وألم في عضلاتي، شككت بوجود مشكلة في الهرمونات، وذهبت عند طبيبة نسائية عملت لي فحصا بالأمواج الصوتية، وجدت كل شيء سليماً، لكن وجود ليف في الرحم حجمه 25.2*9.7 مليمتر، وقالت ليس له تأثير، وطلبت أن أعمل تحليلاً للهرمونات في اليوم الثالث من الدورة الشهرية.

وهذه النتائج:
Fsh=4.95 mui/ml
Lh=2.44 mui/ml
Testosterone= 1.62 nmol/l
Delta4-androstenedione =9.8nmol/l
2.8ng/ml

وأخبرتني أن النتائج مطمئنة، وسبب زيادة الشعر في جسمي وتغير دورتي ليس بسبب الهرمونات، وأعطتني دواء أستخدمه لمدة 10 أيام حبتين يومياً، أبدأ في استعماله يوم 15 من دورتي الشهرية (duphaston)، وقالت لي أن هذا الدواء سوف يعالج التغير الذي حصل في دورتي الشهرية، وسوف ينظم كمية الدم التي تنزل.

خجلت أن أخبرها أنني أشك في أنني حامل، لكي لا تستهزئ بي، وبالأخص أنها عملت لي فحصاً، يعني لو كنت حاملاً سوف يكون واضحاً، لكن سؤالي هو: لماذا أحس بتعب وإرهاق شديد، وبالأخص في الصباح وبعد الظهر، والغثيان وعدم الرغبة في الأكل، وانتفاخ في البطن يشكل ملحوظ بدون غازات، وأحس بخفقان شديد بقلبي، وأحس أيضا بخفقان كأنه موجود في بطني تحت السرة، وفي بعض الأحيان فوقها؟

للعلم أنا أعاني من القلق واكتئاب بسيط بسبب بعد زوجي عني، فأنا أخاف على نفسي أن أصاب بالوسوسة، لأنني أحس في بعض الأحيان أنني حامل، وأظن أن التحاليل خاطئة، هل هذا بسبب رغبتي الشديدة في الحمل أم ماذا؟ فقد أصبحت أحب الوحدة والعزلة كثيراً، أرجو أن تردوا علي، ولو كان هناك دواء يخفف من قلقي وعصبيتي، أتمنى أن تعطونني اسمه، حقا أخاف على نفسي من الانهيار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لجين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنمو الشعر في الذقن والبطن والصدر يأتي من ارتفاع هرمون الذكورة، وهذا الهرمون له مصدران للارتفاع:
الأول: وهو الشائع من وجود حالة التكيس على المبايض، وهذه يمكن تشخيصها من خلال متابعة المبايض بالسونار، ومن حالة ضعف وندرة أو غزارة الدورة الشهرية.

والثاني: حيث يفرز هرمون الذكورة أصلا من الغدة الكظرية أو الغدة فوق الكلية، ولكن بكمية قليلة جدا تكفي السيدات، وقد يحدث نشاط زائد في تلك الغدة، يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الذكورة، وبالتالي نمو الشعر الزائد، ولكي نفرق بين الحالتين هناك اختبار يسمى DHEAS، وهو هرمون يرفع من وجود نشاط غير عادي في الغدة الكظرية Adrenal gland وفي حالة وجود هذا الهرمون بنسب طبيعية، فالأمر يعود إلى تكيس المبايض، حيث لا يشترط وجود سمنة لوجود التكيس، فهناك حالات ذات وزن قياسي، وتعاني من التكيس، خصوصا والدورة تنزل في بعض الأحيان ضعيفة جداً، أما في حالة ارتفاعه كثيراً فهذا يرجع إلى مشكلة في الغدة الكظرية، وعلاج الشعر الزائد أصبح الآن متاحا عن ذي قبل باستخدام الليزر.

والسبب الرئيسي في حدوث التكيس وتأخر الحمل، هو الوزن الزائد، وهناك برنامج علاجي وغذائي يمكنك اتباعه في الشهور الستة القادمة لمحاولة ضبط الهرمونات، وضبط الدورة الشهرية، ووقف حالة التكيس، وعلاج الأكياس الوظيفية، وذلك عن طريق تناول حبوب منع الحمل ياسمين أو كليمن لمدة 3 شهور متتالية، مع التوقف عند انتهاء الشريط حتى تنزل الدورة، ثم تناول الشريط الذي يليه، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج، تؤخذ يوميا من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى، حتى تنتظم الدورة الشهرية، ويختفي الدم الغامق و( الأوساخ ) الإفرازات البنية.

والإحساس بالإرهاق والتعب الشديد بسبب الأنيميا ونقص فيتامين د، ويمكنك في الفترة القادمة تناول حبوب ferose F مرة واحدة يومياً، والتي تحتوي على حديد وفوليك أسيد، بالإضافة إلى كبسولات رويال جلي وكبسولات أوميجا 3، وأخذ حقنة فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل، لتعويض النقص في فيتامين د، ولا مانع من زيارة طبيب نفسي لأخذ علاج يضبط الانفعالات والوسوسة والقلق والاكتئاب.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً