الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زملائي في العمل ينفرون مني بسبب أمور خارجة عن العمل.. ما التعامل المناسب معهم؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من مجموعة مشاكل مع زملائي في العمل، وأتعرض لمضايقات غير مباشرة منهم، وأشعر أنهم لا يحبونني، ولا أعرف ما سبب ذلك؟ ربما لأني رفضت تلبية طلباتهم التي تكون خارج إطار العمل، أي الطلبات الشخصية الخاصة بهم، ولا علاقة لها بالعمل.

وعندما رفضت تنفيذ طلباتهم صاروا يضايقونني بكلام غير مباشر، ويتحدثون مع بعضهم بكلام أفهم منه أنهم يقصدونني بهذا الكلام، ولا أستطيع أن أرد عليهم؛ لإنهم يوجهون الكلام لبعضهم، ولكني متأكد أنهم يقصدونني جيداً، والأسوء من ذلك أنهم قاموا بتشويه سمعتي في الدائرة بنقل كلام كاذب عني -بمختلف الطرق- إلى بقية الموظفين.

علماً بأني لم أقم بعمل أي شيء يضرهم، أو كلام جارح ضدهم، سوى أني لم أنفذ الطلبات الشخصية الخاصة بهم.

هذا الوضع الذي شرحته لكم يشعرني أن باقي الموظفين خارج القسم بدأو ينفرون مني؛ وأشعر أن نظراتهم غريبة تجاهي، بعد أن كانت علاقتي بهم قوية؛ وذلك بسبب كلام زملائي علي.

المهم أن معظم موظفي الدائرة التي أعمل بها، أصبحوا ينظرون إلي نظرة مختلفة عن السابق بسبب زملائي في القسم، علماً بأن زملائي لا يفرقون بين الحق والباطل، بل ويأكلون الحرام، ولا يوجد من أشتكي إليه إلا الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس هناك داع للانزعاج، فإن الجولة الأخيرة ستكون لك، وما من إنسان نشأ على الصواب إلا كانت العاقبة له، فلا تحملك المضايقات، أو تلك التصرفات إلى فعل ما يغضب رب الأرض والسموات.

وإذا طلب الزملاء أمراً معقولاً مقبولاً تستطيع أن تؤديه، فلا مانع من أن يقوم الإنسان به من باب التعاون على البر والتقوى، بشرط أن يكون هذا العمل خارج إطار العمل، ولا يؤثر على الوظيفة الأساسية، وليس فيه إهدار لمال عام، أو نحو ذلك من المعاني الشرعية التي لا بد من استحضارها.

لكننا أيضاً نريد للإنسان أن يكون إيجابياً مع إخوانه، متداخلاً معهم؛ (فالمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيراً من الذي لا يخالط ولا يصبر) هذا إذا كانت الخلطة في الخير، وإذا لم يترتب على المخالطة وقوع في المعاصي، أو غيبة، أو نميمة، أو أمور تغضب الله تبارك وتعالى.

ليس هناك داعي للانزعاج، واجعل همك إرضاء الله -تبارك وتعالى- (فإن الله إذا رضي عن الإنسان أمر جبريل أن ينادي في السماء، فيحبه أهل السماء ثم يلقى له القبول في الأرض)، وذامك من الناس يتحول إلى مادحاً في حال حسن طاعتك لله وصبرك على ما يحدث.

واعلم أن الذي يتكلم فيك من خلفك يعطيك من حسناته، فلا تحزن عليه؛ إذ الحزن عليه والبكاء على نفسه التي فقدت حسنات تعبت في تحصيلها.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونكرر ترحيبنا بك في الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً