الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي مع الأرق في رمضان تمنعني من إحسان العبادة، فما العمل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي هي أنني أعاني من الأرق في هذه الأيام الفضيلة، وأحزن كثيراً وذلك ﻷنني أنام ثم استيقظ وهكذا، فأنا أود أن أنام نومًا مريحًا، لكي أساعد والدتي في المطبخ.

قلة نومي أحيانًا تمنعني من صلاة التراويح، وقراءة القرآن الكريم بتدبر؛ بسبب عدم قدرتي على التركيز، انصحوني ماذا أفعل؟ فأنا أريد أن أكون من الموفقين في الطاعات في هذا الشهر العظيم، ولكن الأرق يحول دون ذلك.

في اعتقادي سبب هذا الأرق، تفكيري الكثير بالنوم، فلدي مخاوف من المستقبل، ومشكلتي أيضًا في هذه السنة سألتحق بالصف الثالث الثانوي، وليس لدي صديقات أحبهم، فالصديقات اللاتي معي لا أشعر بالارتياح معهن، وأفكر بتركهن لأنها ستكون آخر سنة دراسية، أريد أن أكون سعيدة، لا أريد أن أفني آخر سنة من الهم معهن، واخشي أن أبحث عن بديل غيرهم، فلا ألقى أي اهتمام، أشعر باﻹحباط والوحدة، وأن لا أحد يحبني.

هدفي بأن أدخل تخصصا جامعيا معينا، لكن لا بد من حصولي على درجة عالية في القدرات، والتحصيلي، وأخشى أن لا أحصل عليها، وهدفي الذي أسعى إليه سيغير من حياتي الكثير، فأرجو أن تعطوني الحل المناسب، وشكراً مقدمًا، وعذراً على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara Ahmad aq8 حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا، النوم عادة هو نتيجة طبيعية لنمط الحياة، فالشخص الذي يشعر بالحماس لأمر ما يتطلع إليه، فإن هذا الأمر سيذهب عنه النوم، ونراه يستيقظ مبكراً لمباشرة هذا العمل الذي يتطلع إليه، بل يصبح من أكره الأمور لنفسه هو الخلود للنوم، بينما الذي لا يستطيع النوم أو يصاب بالأرق، وعدم النوم بالشكل الكافي، حيث يشعر بعد الاستيقاظ بالتعب، والإنهاك وكأنه لم ينم، فقد يكون هذا الأرق بسبب أمر يشغل باله، وبحيث يجد صعوبة في إغلاق الموضوع، والإستسلام للنوم، وكما هو الحال معك في القلق على المستقبل، والدراسة، والتخصص.

طبعًا من الطبيعي أن يشعر الطالب ببعض القلق، فهذا مفيد، حيث يدفعه للعمل، والدراسة، والتحضير، ولكن وككل شيء آخر، إذا زاد القلق عن حده الطبيعي، فهنا تحدث الصعوبات، وكما هو الحال معك في القلق الزائد.

إنك وطالما وصلت للصف الثالث الثانوي، فأنا متأكد من أنك قادرة على اجتياز هذه السنة، وكما فعلت في السنوات الماضية، فثقي بالله أولاً، أنه معك، ومن ثم ثقي بنفسك، والله موفقك.

وإذا عدنا لموضوع الأرق، فمن الطبيعي وعند غالبية الناس، أن يضرب عندهم نظام النوم في الشهر الفضيل، حيث تتغيّر كل البرامج والمواعيد، وهناك أيضًا أشياء كثيرة تتعلق بنظام النوم، والذي يمكن أن يحسن النوم كثيراً، ومنها على سبيل المثال:

• حاولي أن تعيدي ترتيب برنامجك اليومي، بحيث تتركي هناك وقتًا لنفسك من الرياضة والهوايات، ووقتًا للعمل والدراسة، ووقتًا للأسرة ، فتشعري في نهاية النهار، بالشوق للنوم والخلود للراحة، ولكن وبنفس الوقت تشعري بالهمة والنشاط في الصباح للاستيقاظ.

• الاستعداد للنوم ساعة قبل موعد النوم، وخاصة تهدئة جو البيت، لأن الإنسان يحتاج أحيانًا حتى يستطيع النوم، من الاسترخاء رويداً رويداً حتى يدخل النوم.

• الابتعاد عن المنبهات، كالشاي والقهوة أو التخفيف منها، وخاصة بساعات قبل النوم.
• الإقلال من البهارات لأنها من المنبهات.

• شرب بعض المهدئات كالنعناع مثلا، مما يساعد على الهدوء.

• عدم ممارسة الرياضة أو غيرها من الأنشطة التي فيها جهد كبير، قبل ساعتين من النوم؛ لأن الإنسان بعد الجهد الرياضي يشعر بالنشاط الزائد.

• التحكم في جو الغرفة، فلا تكون باردة كثيراً، ولا شديدة الحرّ.
• خفض الأضواء، فلا تكون غرفة النوم شديدة الإنارة.

• خفض الأصوات، بحيث لا تكون هناك أصوات مزعجة.
• عدم أخذ الأعمال من جهاز الاب توب، أو الآي باد، أو الجوال إلى السرير، وتخصيص غرفة النوم للنوم فقط.

• القراءة الخفيفة قبيل النوم، وليس مما يثير من أفكار ومشاعر.

بارك الله لك فيما تبقي من رمضان، ووفقك الله ويسّر لك أهداف النجاح، وأراح عينك بنوم هانئ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً