الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من تقلب المزاج والاضطراب الاجتماعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدكتور محمد عبد العليم: جزاك الله خيرا على ما تقدمه في هذا الموقع الفضيل.

أنا شاب, أبلغ من العمر 24 سنة, موظف, وقد عانيت من الرهاب الاجتماعي قبل سنة ونصف, وانسحبت بسببها من الجامعة, بسبب مشادة كلامية مع صديقي بالسكن آنذاك.

وقد شفيت منه بواقع 70 بالمئة, بفضل الله, ثم بفضل دواء زيروكسات الذي وصفتموه لي, وكنت طيلة هذه الفترة أجاهد حتى أصل لمستوى مقبول من الشفاء.

عانيت في هذه الفترة من تقلبات مزاجية, واكتئاب شبه يومي, فأحيانا أصبح فرحا, وأحيانا حزينا, وأحيانا محبطا, وأتمنى البكاء.

أيضا أحس بألم بعيني بعض الأحيان من كثرة التركيز, وتشتد أعصابي إذا يكلمني أحد, ولا أدري، فمزاجي متقلب غالبا, ويعاودني الرهاب, فبعض الأحيان أتقلب من حالة فرح إلى حالة حزن في دقائق, وأنا اجتماعي, ومندمج مع المجتمع, ولكن تعيبني هذه النقاط.

وأخيرا أتمنى منكم الدعاء لي, ونفع الله بكم الأمة.

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء.
أخي الفاضل: التحسن حتى وإن كان نسبيًا في هذه الحالات النفسية يعتبر إنجازًا كبيرًا، وأهم شيء ألا تتدهور حالة الإنسان، خاصة فيما يخص الرهاب الاجتماعي، والتحسن التدريجي أيضًا له إيجابيات كثيرة.

فأنا أريد –أيها الفاضل الكريم– ما أنجزته من تحسنٍ بفضل الله تعالى أن يكون دافعًا لك من أجل المزيد من التحسن، أكثر من مجاهداتك الاجتماعية –كما أحب أن أسميها– وتتمثل هذه في الإكثار من التواصل الاجتماعي، القيام بالواجبات الاجتماعية، مشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم ومناسباتهم، الترفيه عن النفس من خلال التواصل الاجتماعي الإيجابي، الحرص على الصلاة مع الجماعة، ممارسة الرياضة الجماعية ككرة القدم مثلاً.

هذه آليات ممتازة وراسخة جدًّا لتطوير النفس, وتثبيت المزاج، حتى عملية تذبذب المزاج التي تعاني منها أعتقد أن الالتزام بنوعية المسلك الذي تحدثتُ عنه, وأن تجعل حياتك تقوم على هذه الأسس؛ أعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيرًا.

وكن دائمًا إيجابيًا، ويجب أن يكون لك مخطط واضح حول كيفية إدارة حياتك، حتى وإن أنجزت فيه خمسين إلى ستين بالمائة, فهذا أمر إيجابي جدًّا بكل المقاييس النفسية.

بالنسبة لتقلب المزاج: إذا كان أمرًا واضحًا تمت ملاحظته حتى من قِبل الآخرين؛ فهنا ربما يتطلب الأمر أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا ليقوم بتقييمك تقييمًا دقيقًا وصحيحًا، ويطبق عليك بعض الاختبارات النفسية، وذلك للتأكد من أنك لا تعاني من حالة نفسية تعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

قطعًا أنت لا تعاني من هذا المرض في صورته المعلومة الواضحة، والتي تسمى (الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية من الدرجة الأولى أو حتى من الدرجة الثانية) لكن توجد درجات أقل من هذا المرض، يجب أن يتم التأكد منها، وإذا اتضح أنك تعاني منها فهنا أيضًا الحمد لله تعالى العلاج سهل، سهل جدًّا، وذلك عن طريق جرعة بسيطة من مثبتات المزاج.

فيا أخي الكريم: أرجو أن تذهب وتقابل الطبيب، هذا أفضل وأجود من حيث المعايير التشخيصية.

بالنسبة لألم العين: ربما يكون لديك كسل في عضلات العين مثلاً، أو لديك مشكلة بسيطة في النظر، فمقابلة طبيب العيون أيضًا ستكون مفيدة في هذا السياق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • روان

    الله يشفيك

  • الجزائر مريم

    ممممممممم شكرا دكنور

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً