الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أختار زوجة لي وقد خُيِّرت بين اثنتين؟

السؤال

السلام عليكم

إخواني: أود نصيحتكم, فأنا مقدم على الزواج, وعمري 24 سنة, وأنا جامعي, وأمامي بنتان متساويتان في الدين والأخلاق والحسب, لكن الأولى طبيبة أسنان, عمرها 23 سنة, وجمالها بسيط, وقصيرة القامة, أما الثانية فطالبة في الثانوية, وعمرها 16سنة, وجميلة جدا وطويلة, فما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ آصف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابننا الكريم في موقعك, ونسأل الله أن يعلي قدرك, وأن يرفع درجتك, وأن يقدر لك الخير حيث كان, ثم يرضيك به.

أرجو أن تعلم أن الزواج مشروع استراتيجي, ورحلة طويلة تتوحد فيها المشاعر, وتندمج في رحابها الأهداف, وترسم في ظلالها الآمال, ومن الزواج يأتي البنين والأحفاد الذين نسعد بسجودهم لرب العباد, ولذلك لا بد من التأني والبعد عن المجاملات.

الزوجة المناسبة هي التي تميل إليها نفسك وترتاح, فالأرواح جنود مجندة, ما تعارف منها ائتلف, وما تناكر منها اختلف, والجمال مطلوب؛ لأن من أهداف الزواج حصول العفاف, ولا يمكن أن يحصل إلا بوجود جمال يعصم الله به من الفتن, وكل امرأة جميلة, ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع, ومن تعجبك قد لا تعجب الآخرين والعكس.

من حق الشاب أن يختار من يريد, وللفتاة أن تقبل بمن تريد, وإذا حصل التساوي في الدين فإننا ننظر في بقية الأمور, والتي منها الجمال والأسرة والمستوى الثقافي والاجتماعي, وكلما زادت القواسم المشتركة ازدادت فرص النجاح بحول ربنا الفتاح.

ولا يخفى على أمثالك أهمية وجهة نظر الوالدين, والعقلاء, والفاضلات من محارمك, ولكن الرأي النهائي لك وحدك, والمسلم إذا احتار في الأمور سارع إلى الاستخارة التي هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير, ولن يندم من يستخير ويستشير, ويتوكل على الرب القدير.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله, ثم بكثرة اللجوء إليه, وننصحك بأن تكون نظرتك عميقة وشاملة, ونذكرك بأن من حقك أن تختار من تريد مع احترام مشاعر الجميع, وهذا الحق تكفله شريعتنا لكل الأطراف.

نأمل أن نسمع منك وعنك الخير, ونسعد بدوام تواصلك, ونشرف بخدمتك, فأنت من شباب المستقبل, والأسر المستقرة دعامة رئيسة في طريق النجاح والتقدم لأمتنا.

نكرر لك الشكر, ونسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً