الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصيبني نوبات خوف واهتزاز ونبض في الرأس وضيق تنفس مفاجئة، ما علتها؟

السؤال

السلام عليكم

أنا لا أعرف يا دكتور هل أضع سؤالي في الاستشارات النفسية أو الطبية، فوضعتها هنا.

أنا بعمر 21 عاما، ولست متزوجة، بداية حالتي قبل أشهر ربما 5 أشهر، عندما كنت في قاعة المحاضرة في الجامعة أتتني ضربات قوية جداً فجأة من قوتها رأيت صدري يهتز، خفت كثيرا وانتظرت حتى انتهاء المحاضرة وأنا في ضيق أريد أن أخرج، استمر معي ذلك عدة ساعات، وأنا في خوف شديد وأعاني من ضيق تنفس، خاف أمي وأبي علي وذهبا بي إلى الطوارئ، وعملوا لي تخطيط قلب وقياس ضغط وتحاليل شاملة، ولم يقولوا أن هناك شيئا –والحمد لله-.

بعدها عاد قلبي إلى طبيعته، ثم بعدها في إحدى الليالي شعرت باهتزاز رأسي بشدة، وعندما أريد أن أوقف هذا الاهتزاز يرفض، فيحصل لي كأنه تشنج كهربائي فيهتز رأسي بشدة، كأنه يقول لا توقفيني أبدا، وعندما جلست من النوم كان بي ألم في الأذن فذهبت إلى طبيب الأذن، ولم يكن بها شيء والحمد لله، قلت له: أعاني من صعوبة بلع أيضا، قال: أنت متوهمة، وأنصحك أن تذهبي إلى طبيب نفسي وتتناولي أدوية مهدئة.

رفضت أمي بشدة، ومن يومها وأنا مع اهتزاز الرأس، في بعض الأيام يهدأ ويخف وأشعر به يهتز فقط إذا دققت فيه، ولكن بعض الأيام يكون واضحا وبه نبضات مثل القلب، ويأتي لي أحيانا ألم في البطن، وأحيانا دوخة خفيفة لا تمنعني من العمل، وبعض الأحيان خوارج انقباض ورعشة في جسمي.

سؤالي: هل هناك مرض في الدماغ يسبب هذا الاهتزاز والضربات مثل القلب، وشيء كأنه يتحرك في رأسي؟ أنا في خوف منه، هل يسبب جلطة أو شللا أو مرضا خطيرا على المدى البعيد أو القريب -لا قدر الله-؟ اللهم ادفع عني وعن كل مؤمن ومؤمنة شر كل مكروه.

قد حذفت فصلا دراسيا في جامعتي، لأني أصبحت أخاف أن يحصل لي شيء، ونحن الآن على موعد قريب من العام الدراسي الجديد، وأتمنى أن أدرس وأنا مطمئنة، ولا أريد عمل تخطيط الدماغ فهو مكلف، وإذا كان ما بي ناتج عن شيء نفسي، فكيف العلاج من غير أدوية؟ هل يمكن أن أشفى من غير الأدوية؟. وأنا أعمل رياضة المشي بعض الأحيان ويشعرني ذلك براحة، أرجوك -يا دكتور- كيف أتخلص من ذلك الشيء الذي يحدث في رأسي؟

أنا لا أعرف هل الذي يحدث لي من الدماغ أم من فروة الرأس من الداخل؟ كيف أفرق بينهما؟ مع العلم أني أخاف من الأمراض منذ كنت صغيرة جدا، عندما كان يجرح أحد اخوتي، فإني أدور في طول الغرفة، والآن عندما أشعر بأي ألم في جسمي، فإني أخاف جداً أن يكون شيئا خطيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النوبة الحادة التي حدثت لك أثناء وجودك في الفصل الدراسي هي نوبة هرع، أو ما يسمى بنوبات الفزع والهلع، وأنت وصفتها بصورة مثالية جدًّا، وأعتقد أن اهتزاز الرأس مرتبط بها، الذي يحدث لك هو زيادة في إفراز مادة الأدرينالين، نتيجة للقلق، وإفراز الأدرينالين بشدة قد يؤدي إلى ارتعاش أو اهتزاز في أي منطقة في الجسم، أكثر هذه الارتعاشات والاهتزازات تحصل في الرأس وكذلك في اليدين، أما زيادة إفراز الأدرينالين فتؤدي إلى تسارع في ضربات القلب وشعور بالخوف.

أنا درستُ استشارتك هذه بكل دقة، وأستطيع أن أقول أن علتك نفسية في المقام الأول، وهذا لا يعني أنك مصابة بمرض نفسي خطير، لا، أنت لديك قلق المخاوف الذي بدأ بنوبة هرع أو فزع، وهي بالطبع تجربة سخيفة جدًّا للإنسان، لكنها ليست خطيرة.

الطريقة الصحيحة لعلاج حالتك هي أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، حتى وإن كان هنالك اعتراض أو سوء فهم من جانب الأهل، فأرجو أن تشرحي لهم ذلك أننا قد نصحناك بذلك، وهو أنك تعانين من نوبة هرع وفزع، واستمرت عندك الآن الحالة لتُصبح نوعا من قلق المخاوف، وإذا رفض الأهل الذهاب إلى الطبيب النفسي، يمكن أن تذهبي إلى طبيبة الأمراض الباطنية أو طبيبة المركز الصحي – طبيبة الأسرة – وسوف تقدِّم لك كل المساعدة العلاجية اللازمة، فأنت في حاجة لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، ومن أفضلها عقار يعرف باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (إستالوبرام).

نعم أنا أفهم تمامًا أنك متحفظة حول الأدوية، لكن هذه الحالات يعتبر الدواء فيها مهمًّا جدًّا، والحمد لله تعالى الآن بين أيدينا أدوية سليمة وفاعلة وغير إدمانية، دعي الطبيب يتخذ لك القرار، وأنا متأكد أن أهلك سوف يقبلون ذلك.

الجوانب العلاجية الأخرى غير الدوائية هي التجاهل، التجاهل من أفضل أنواع العلاج، وعدم التوهم، وأن تعيشي حياة صحية، وتجتهدي في دراستك، وتستغلي وقتك بصورة جيدة، لأن هذا يؤدي إلى صرف الانتباه عن الأعراض، واستمري في ممارستك للرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، وفي ذات الوقت طبقي تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم: (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • نيجيريا eslam

    انا كل يوم اعيش هذا الكلام

  • الجزائر عمور بشرة

    لي نفس الاعراض لكن انا عمري خمسون سنة اخاف من الليل هذه النوبات تاءتني في الليل فقط واحس باءلم في صدري وانفاخ في الامعاء والعادة الشهربة احس باءلم شديد ولم اذهب للطبيب

  • ماليزيا Nina Ricce

    انصحك اختي بالرقية وقراءة الأذكار والمداومة عليها بعد صلاة الفجر وبعد المغرب والاستغفار الكثير والصلاة الابراهيمية على الرسول والدعاء ..ستشعرين بطمأنينة ..ربما اتعرضتي لعين فالتزمي بما ذكرته لك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً