الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ورم في الزاوية المخيخيّة، مما أثّر سلبًا على السمع، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، عمري 26 عامًا، قدّر الله، وأُصِبت بورمٍ كبير قطره 6 سم، في الزاوية المخيخية، وفي أول تشخيص طبي، شخّص الأطباء أني مصاب بورم عصبي سمعي (شوانوما)، كما أن أحد الأطباء شخّص المرض بأني من المحتمل أن أكون مصابًا بالورم الوداجي.

أعراض المرض: هي ضعف شديد في السمع يقترب من الفقدان، علمًا أنه ليس هناك مشاكل في التوازن، ولا في الرؤية، ولا في العصب الوجهي، ومن أكبر الأعراض، ويأتيني دائمًا، هو عند تغيير وضعيتي بشكل سريع أحسّ بصعوبة مرور الدم من الرقبة إلى الرأس، فهل أنا مصاب بالورم الوداجي؟!

كذلك من الأعراض التي أعاني منها: ألمٌ مفاجئ في الرقبة يمتدّ إلى الرأس خلف الأذن اليمنى، كما أن الورم يضغط على جذع الدماغ، ويبدو أنه يحوي كمية كبيرة من الماء.

علمًا أني عملت تخطيطًا جديدًا للسمع، وقمت بفحص ضغطِ غشاء الطبلة، وكانت نتائج الفحوصات جيّدة، لكنني مع ذلك لا أستطيع فهم الكلام بالأذن اليمنى، مع العلم أن عملي في المختبرات الطبية وفي الصيدلية، هل هناك علاقة بين العمل والإصابة؟

كما أعاني منذ صغري من حصى اللوزتين، ودائمًا أُخرجها وأُنظفُّها، لكنني الآن وأنا أحاول تنظيفها، وجدتُّ أن هناك مثلَ (التكلُّس) في اللوزة بجانب الورم، أقصد أنه في نفس الجهة، ولم أستطع إزالة هذا (التكلّس)؛ لأنه كبير جدًّ، هل هذا تَنَخُّر أم ماذا؟

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بهاء الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً ليس هناك أي علاقة بين عملك وإصابتك بذلك الورم.

أما بالنسبة للورم، وخاصة أنه بالمخ وبمنطقة حساسة، وهي الزاوية المخيخية، حيث يسبب ضغطًا على مراكز المخ الحساسة، فهذا يدعوني لأنصحك بزيارة مركز من المراكز المتخصّصة بجراحة المخ، وتقوم بإستئصال ذلك الورم؛ لتمنع مزيدًا من الضغط على مراكز المخ الحساسة.

أما بالنسبة لحصى اللوزتين، والتي تقوم بتنظيفها واستخراجها باستمرار، فأغلب ظني أنك تقصد ما يتجمع في بثور اللوزة من فضلات الطعام والبكتيريا الميتة، وتكون صفراء اللون صغيرة الحجم وذات رائحة كريهة، فبالفعل ليس أمامك حلٌّ إلا ذلك أو باستئصال اللوزتين إذا كان يصعب عليك تنظيفها، أو كانت رائحة فمك المتغيرة -بسبب تلك الحبيبات- تشكل لك مشكلة نفسية أو اجتماعية.

أما ما ستجَدَّ من وجود (تكلُّس) في اللوزة، والذي صادف أن يكون على نفس جهة الورم، فهذا أمر عارض، وليس له أي علاقة بالورم، وأما أنك لا تستطيع إزالتها، كما تعودت على إزالة تلك الفضلات الأخرى والمتجمعة فى بثور اللوزتين، فذلك؛ لأن ذلك (التكلُّس) في ثنايا اللوزة نفسها وداخل أنسجتها، وليس تجمعَ فضلاتٍ في البثور أو الثقوب المنتشرة على سطح اللوزتين، وليس لذلك (التكلُّس) أي آثار جانبية، ولا يشكّل وجوده أية مشكلة، فهو بمثابة كيس دهني على اللوزة، ولذا لا يشغلنّك وجوده على الإطلاق، فهو ليس تَنَخُّرًا ولا التهابًا باللوزة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً