الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات اكتئاب عند أمي وثنائي القطب عند أختي. فما علاجهما؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجو منكم الإجابة على استشارتي بأسرع وقت؛ لحاجتي الماسة لها.

د. محمد عبد العليم، جزاك الله الفردوس، مشكلتي هي أن أمي تعاني من الاكتئاب منذ 30 سنة، وتكون نوبة الاكتئاب نتيجة لظرف طارئ وسيئ لا تستطيع تحمله، فتأخذ الأدوية، ومع انتهاء الظرف واقتراب موعد شفائها فإنها تستمر على علاج (موتيفال) فقط.

في الخمس سنوات الأخيرة أُصيبت والدتي بنوبة اكتئاب أخرى لظرف ما، وتعالجت بفضل الله، وأصبحت مستمرة على علاج (لامكتال)، ثم أُصيبت بنوبات مختلفة، ولكنها منذ ثلاثة أشهر، أُصيبت بنوبة في فترة توقفها عن تناول الدواء، وكانت لمدة أسبوعين، وكانت قبل النوبة تعاني من الهيجان، والصوت العالي، والنوم القليل، والزعل السريع، وكانت تشتم أبناءها، واستمرت على هذا الحال لمدة ثلاثة أشهر، ثم أُصيبت بنوبة اكتئاب أخرى، وكانت تنام على السرير لوقت معقول، ولم تكن لديها رغبة لتناول الطعام، ولا للحركة، وكانت تعاني من القلق والوسواس والخوف.

سؤالي لكم عن أدويتها، فهي تتابع مع طبيبها، ولكن طبيب الأسرة يعطي كماً كبيراً من الأدوية، فأرجو منكم إرشادي لاسم وجرعة الدواء المناسب لحالتها.

تأخذ أمي الآن علاج (لامكتال100)، ثلاث مرات، وعلاج (ورسيبدال 1/2)، قبل النوم، وعلاج (زاناكس)، مرة واحدة، وعلاج (لوسترال)، مرة واحدة، ودواء الغدة 75.

لدي استفسار آخر حول أختي التي تبلغ من العمر 25 عاماً، فهي تعاني من اضطراب ثنائي القطب، من الدرجة الأولى، ويعتبر وضعها الآن مستقراً، غير أنها تشعر كل يوم بضيق مفاجئ وحزن، وقد يكون السبب هو تعب والدتي وعدم استقرارها.

وزن أختي الآن 120 كيلو، وتتمنى الحمل، ويصعب عليها عمل الحمية الغذائية مع تناول الأدوية، فهي تتناول علاج (ديباكين) مرة ليلاً، وعلاج (وايفكسور 75)، صباحاً، وعلاج (وفيفارين) مرة واحدة.

لقد نصحتها سابقاً، بأن تأخذ بدلاً عنهم، (ابليفاي)، (ولامكتال)، فما هي الجرعة؟ وهل تتوقف عن الأدوية القديمة، تستخدم الأدوية الجديدة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حمزه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

والدتك - حفظها الله - تعاني من اضطرابٍ وجداني ثنائي القطبية وليس الاكتئاب فقط؛ حيث إن الحالة التي أتتها في الآونة الأخيرة- أي حالة الانفعال، واضطراب النوم، وسرعة الغضب- هي نوبة هوسية، ونوبة انشراح، ودائماً في متوسط العمر أو كبار السن المصابون بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، فإن قطب الهوس لا يظهر في شكل انشراح حقيقي، إنما يظهر على شكل انفعالات زائدة، وتهيج، وقلة في النوم.

علاجاتها جيدة، وعلاج (اللاميكتال) على وجه التحديد، هو دواء أساسي جداً في حالتها، وأراه من الأدوية المناسبة جداً، وإذا كان النوم لا يزال مضطرباً، ربما يمكن استبدال (الرزبيريدال)، بدواء آخر، مثل: (السيركويل) قد يكون أفضل.

وتشير الدراسات بأن (السيركويل)، دواء ممتاز جداً، لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وتناول (السيركويل)، ربما يغنيها عن تناول علاج (اللسترال)، لأن تناول أدوية مضادة الاكتئاب بالنسبة للذين يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية ربما يزيد من انتكاساتهم، ويجعلها متقاربة، وهذا الكلام قطعي من خلال البحوث التي نشرت في السنوات الأخيرة، فيمكنكم مشاورة طبيبها الخاص بهذا الشأن.

دعوها تستمر على (اللاميكتال)، بنفس الجرعة، ويمكن أن نستبدال (الرزيبريدال)، بعلاج (بالسيركويل)، ويمكن أن تصل جرعة (السيركويل) بالتدريج حتى 200 أو 300 مليجراماً في اليوم، وأعتقد أن ذلك سوف يخلصها من (اللسترال)، وحتى (الزناكس)، أما دواء الغدة، فهو مهم بالطبع.

بالنسبة لأختك - حفظها الله -، أنا أيضاً لا زلت من الذين يُحتِّمون على أن مرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، يجب أن يتجنبوا مضادات الاكتئاب بقدر المستطاع، فأختك - حفظها الله -، تتناول (الإيفكسر)، (والفافرين)، وكلاهما من الأدوية القوية جداً لعلاج الاكتئاب النفسي، وهي ما دامت تعاني من الاضطراب ثنائي القطبية، فلا أعتقد أن تناول هذين الدواءين سيكون أمراً جيداً ومفيداً لها.

أيضاً المفيد لها قد يكون دواء (الدباكين)، مع (السيركويل)، هذا سوف يثبت مزاجها، ويمنعها من حالات القلق، والتوتر، والضيق، والحزن الذي تعاني منه.

السيركويل بالفعل دواء بديع جداً في علاج هذه الحالات، ويجب مشاورة طبيبها الخاص، وما دامت فكرة (الإيبليفاي)، التي طرحتها سابقاً لم تطبق لنخلصها من مضادات الاكتئاب، ربما يكون (السيركويل) في هذه الحالة أفضل، وعلاج (الإيبليفاي) ميزته أنه فعلاً يساعد في عدم زيادة الوزن، لكن تناولها لاثنين من مضادات الاكتئاب يجعلني أكثر ميولاً لأن أرجح تناول علاج (السيركويل)، بدلاً من (الإيفكسر) (والفافرين)، ويمكن أن يؤجل موضوع (الإيبليفاي) في الوقت الحاضر.

نسأل الله لكم التوفيق والسداد، وشكراً على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً