الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت أعاني من الصرع، والآن عادت بعض أعراضه مرة ثانية! ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي، هي أنني كنت أعاني من كهرباء زائدة في المخ، أو ما يعرف بالصرع، وكنت آخذ عقارًا يسمى (Keppra 500)، واستمررت على العقار لمدة سنتين تقريباً، ولكنْ في الحقيقة لم أكن أهتمّ كثيراً به، ولم أكن آخذه بانتظام، ومع ذلك -بفضل الله- شُفِيتُ من المرض بنسبة كبيرة جداً.

بعد فترة أصبحتْ تأتيني رجفة واحدة سريعة في كلتا يدي، والتي كانت تأتيني أيضاً في بداية اكتشافي للمرض، وتأتيني هذه الرجفة حالياً بعد توقفي عن العلاج، خصوصاً إذا بذلت مجهودًا ذهنيًا كبيرًا، أو اضطررت للسهر -على سبيل المثال- من أجل المذاكرة أو العمل، ولا أدري هل أنا لا زلت في حاجة إلى مزيد من العلاج، حتى ينتهي المرض تماماً أم لا؟ خصوصاً أنني قلّلتُ جرعة العقار، وأوقفته من تلقاء نفسي، عندما شعرت بالتحسن.

الآن أعاني من شيء آخر لا أعرف له سببًا، وهو أنني أشعر بانقباضات وانبساطات قوية وسريعة جداً في ذراعي الأيمن، لمدة 10 ثوانٍ أو 20 ثانية في العضلة التي تسمى (عضلة ذات الرأسين العضدية)، أو كما يسميها هواة رفع الأثقال (البايسيبس)، وقد تتكرر في اليوم لأكثر من 30 مرة.

ما سبب هذه الانقباضات؟ وهل لها علاقة بمرض الصرع؟ وهل تنصحونني بالعودة من جديد إلى عقار (Keppra)، وكذلك هل من الطبيعي أن تأتيني نفس الرجفة إذا لم آخذ قسطا كافيًا من الراحة، وبذلتُ مجهودًا ذهنيًا، رغم شفائي من المرض، أم أن هذا دليل على أني لا زلت مريضًا بالصرع، وأحتاج إلى مواصلة العلاج؟

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم، مرض الصرع لا يعالج بهذه الطريقة التي ذكرتها، مرض الصرع يمكن علاجه، بشرط أن يكون هنالك التزام قاطع بتناول الدواء، الأدوية التي توصف للصرع، مثل: عقار (كبرا) أو خلافه، لا يتم تناولها حسب المزاج أو عند اللزوم، لا، هي جرعات محسوبة محددة، وكل شيء بقدر، وهذا هو الذي يؤدي إلى نتائج رائعة جداً لعلاج مرض الصرع، والهدف من العلاج في مرض الصرع هو أن لا تتكرّر النوبات، أما إذا أتتْ نوبة، فإن الإنسان يكون قد بدأ علاجه من جديد، ويُعرَف أن النوبات الصرعية، إذا لم تحدث خلال ثلاث سنوات، هنا يمكن للإنسان أن يتخلص من الدواء من خلال توقفه عنه تدريجياً تحت الإشراف الطبي.

لا أريد أن أكون قاسيًا عليك، لكن أريد أن أضع لك الحقائق بصورة جلية وواضحة، حتى تستفيد منها، الحركات العضلية التي تحس بها، لا أراها نشاطًا صرعيًا، ربما تكون ناتجة من حالة قلق وتوتر أنت تعيشها.

الذي أريده الآن وأنصحك به، هو: أن تذهب إلى الطبيب، اذهب إلى طبيب الأعصاب، وذلك بهدف إعادة تقييم، فهذا من الأشياء الضرورية، وسيأخذ منك الطبيب التفصيل المرضي وتاريخه، ثم بعد ذلك سوف تُجرى لك بعض الفحوصات الطبية، وأهمها إجراء تخطيط للدماغ؛ لتحديد إن كان هنالك أي نشاط صرعي موجود، ونوعيته، وقوته، وما العلاج الذي تحتاج إليه؟ هذه -يا أخي الكريم- هي الطريقة الصحيحة، اذهب إلى الطبيب، دعه يقيمْك، وحسب النتائج سوف يقرر الطبيب إعطاء العلاج من عدمه، وسوف تُحدَّد جرعات الدواء ومدته، هذا هو الذي أنصحك به.

أما بقية النصائح فتتمثل في: أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، أنت لستَ معاقًا، لا تحس بأي وصمة اجتماعية، اجتهد في دراستك، تواصل اجتماعياً، اسعَ دائماً للنوم المبكر، احرص على صلواتك في وقتها، كن باراً بوالديك، -وإن شاء الله تعالى- لن يصيبك مكروه، وسوف تعيش حياة طبيعية جدًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً