الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عناد أخي الصغير كان سبباً في تأخره الدراسي

السؤال

السلام عليكم

أود أن أشرح لكم حالة أخي الصغير، أخي في الصف الثاني الابتدائي، وهو حركي جداً، ويريد أن يعمل ما يرضي مزاجه هو فقط.

أهم شيء في حياته اللعب، لا يحب الدراسة، ولا يحل واجباته، ولا يذاكر، حاولنا تحفيزه كثيراً بالهدايا والمكافآت، ولكن دون فائدة، جميع زملائه تمكنوا من القراءة، وهو الوحيد المتأخر، عجزنا أن نجد له حلاً، فهو عنيد دائماً، مع العلم بأنه جبان، حاولت أمي أن تقنعه ولكن دون فائدة، مع العلم أننا في بعض الأحيان نحاول معاقبته ومعاملته بقسوة، ولكن دون جدوى، أريد حلاً فجميع المدرسين يشتكون من تأخره الدراسي، وعناده الدائم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا غير متأكد من أن ما ورد في سؤالك من وصف لأخيك، من أنها حالة فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، وإذا كان هذا هو التشخيص، فالعلاج يجب أن يكون علاجاً دوائياً، والذي أصبح سهلاً هذه الأيام، وتناول الطفل الدواء في الصباح، ليجعل سلوكه هادئاً، ويعينه على التعلم المطلوب في المدرسة، ليس فقط لتعلم العلوم، والقراءة، والكتابة، وإنما أيضَا لتعلم المهارات السلوكية، والاجتماعية، والتي ستعينه بقية حياته، مما يمنع عنه بعض السلوكيات السلبية.

أنصحك بعرض الطفل في أقرب فرصة ممكنة، ليس على طبيب عام، وإنما على طبيب نفسي خاص بالأطفال، أو طبيب أطفال متخصص في علاج فرط الحركة، وتشتت الانتباه أولاً؛ ليؤكد التشخيص، وثانياً ليصف لك العلاج المناسب، والذي سيشرحه لك بالشكل المناسب، وسيشرح لك الأعراض الجانبية للدواء المناسب.

أما الاحتمال الثاني: أن الموضوع لا يحتاج لتشخيص وعلاج، وإنما هو من باب التربية والتوجيه، ويفيد هنا أن نتعلم مهارات تربية الطفل، والتعامل معه، وما هي احتياجاته، وكيفية تلبية هذه الاحتياجات، سواء تم هذا التعلم من كتب تربية الأطفال، أو من خلال دورات تدريبية متخصصة للآباء والأمهات في مهارات تربية والتعامل معهم، ولي في هذا الخصوص كتاب بعنوان: "أولادنا من الطفولة إلى الشباب".

ومن الضروري جداً التحلي بالصبر والهدوء أثناء التعامل مع الطفل، والابتعاد عن الشدة والضرب، فهذا لا يزيد الطفل إلا عناداً وصعوبة، ولا بد من الابتعاد عن بعض العبارات التي تنقص من قدر الطفل.

طبعاً من الصعب جداً أن نشرح هنا كل شيء في مهارات تربية الأطفال، فهي كثيرة جداً، وبدلاً من تقديم سمكة، فالأفضل أن أدلك على طريق الحلّ، بأن تتعلمي صيد السمك، وذلك بمعرفة كيف تتعلمين عن تربية الأطفال من خلال هذه الكتب، أو الدورات المتخصصة.

من الطبيعي جداً في هذا العمر أن يحاول الطفل العناد، وهذا لا يشير لسوء التربية، وإنما هي فرصة طبيعة للطفل لاكتساب الخبرة وتعلم مهارات كثيرة في الحياة، ويفيد أن نعرف أن السبب الأكبر للمشكلات السلوكية عند الأطفال، هو الرغبة في جذب الانتباه، انتباه الكبار وخاصة الوالدين لنفسه.

والتحدي الكبير هنا، أن قواعد التربية وعلم النفس تقول: إن السلوك الذي نعززه ونوجه انتباهنا إليه، يتكرر مع الوقت، بينما السلوك الذي نتجاهله ونتصرف وكأنه لم يحصل ويختفي مع الزمن، إلا أن معظم الآباء بدل أن يعززوا السلوك الإيجابي، نجدهم يعززون السلوك السلبي، لأن من طبع الإنسان الالتفات إلى السلوك السلبي، فيتكرر هذا السلوك وهذا العناد، لأنه يأتي للطفل بالكثير من الانتباه، ولو رافقه الضرب، بينما يتجاهلون السلوك الحسن، كأن يتعاون الطفل مثلاً، ولا يكون عنيداً، ولذلك يقل هذا السلوك مع مرور الأيام، مع أنه هو السلوك الذي نريد أن نراه.

وبهذا الشرح أظن أنه قد أصبح واضحاً ما هو المطلوب منكم، من أجل تعديل سلوك هذا الطفل، وهو تعزيز السلوك الحسن والمقبول، وصرف النظر كلياً عن السلوك السلبي وغير المقبول، إلا إذا كان هذا السلوك يعرض الطفل أو غيره للأذى.

حفظ الله طفلكم، وأعانكم على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والحرجة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً