الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي مولع بتحطيم الأشياء وتكسيرها، كيف أوجهه وأعدل سلوكه؟ أرشدوني

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

طفلي عمره سنتان ونصف، مولع بتحطيم الأشياء وتكسيرها، شقي -حفظه الله-، كيف لي أن أوجهه وأعدل من سلوكه؟ أرشدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Gwana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على التواصل معنا على هذا الموقع بهذا السؤال.

لاشك أن طفلك وككل الأطفال، يحتاج في تربيته لأمرين أساسيين:

الأول: العطف والرعاية والحنان وكل ما يصب في هذا الاتجاه، والذي من الواضح أنك تقدمينه إليه.

الثاني: هو تعليمه الانضباط ومهارات الحياة، ومنها الاحترام، احترام النفس والآخرين، وحسن التعامل معهم، واحترام الجمادات فلا يكسرها أو يحطمها.

وربما مفتاح الأمر أن يكون هناك -أولًا- اتفاق بين الذين يعيشون من حوله على أهمية هذين الأمرين، وليس واحداً منهما فقط، فالأول من دون الانضباط يجعل الطفل مدللًا زيادة عن اللزوم.

والثاني وهو الانضباط، من دون العطف والرعاية يجعل منه طفلًا منضبطًا إلا أنه قاسي القلب مع نفسه ومع الآخرين والأشياء المادية.

والمفتاح الثاني بعد الاتفاق داخل الأسرة، وهو إيجاد الشخص المناسب؛ ليقترب منه أكثر، وينشئ شيئًا من العلاقة الجيدة التي تقوم على الثقة والاحترام. وهنا تأتي أهمية دور الوالدين وأفراد الأسرة في مساعدة الطفل على تجاوز هذه المرحلة، وخاصة من خلال تعزيز الإيجابيات عنده مهما كانت قليلة أو متأخرة.

إن قواعد التربية وعلم النفس تقول: إن السلوك الذي نعززه ونوجه انتباهنا إليه؛ يتكرر مع الوقت، بينما السلوك الذي نتجاهله ونتصرف وكأنه لم يحصل؛ يخف ويختفي مع الزمن، إلا أن معظم الآباء وبحسن نيّة، بدل أن يعززوا السلوك الإيجابي نجدهم يعززون -ومن حيث لا يدركون- السلوك السلبي كبعض الأعمال السلبية التي يقوم بها الطفل، وعند رفضه لتلبية الطلبات، وهذا أمر متوقع؛ لأن من طبع الإنسان الالتفات إلى السلوك السلبي، فيتكرر هذا السلوك، وهذا السلوك بالتكسير لأنه يأتي للطفل بالكثير الكثير من الانتباه ولو صراخ الوالدين، بينما يتجاهل الوالدان السلوك الحسن، كأن يتعاون الطفل ولو لمرة واحدة فلا يكسّر الأشياء، ولذلك يقل هذا السلوك مع مرور الأيام مع أنه هو السلوك الذي نريد أن نراه.

حاولوا خلال الأسابيع القادمة تعزيز سلوك الطفل الحسن، مهما كان قليلًا، وحاولوا بدل تصحيح السلوك السلبي أن تتجاهلوه نوعًا ما، إلا إذا كان هذا السلوك يعرض الطفل أو غيره للأذى، فهنا لا بد من التدخل مباشرة وإيقاف الأذى.

وبهذا الشرح أظن أنه قد أصبح واضحًا ما هو المطلوب منكم من أجل تعديل سلوك هذا الطفل، وأنا متأكد من أنه يمكن أن تحدثوا التغيير المطلوب، ولكن لا بد من بعض الصبر، فالإنسان -كل إنسان- يريد أن يكون أفضل مما هو عليه، وأحيانًا نحن لا نساعد هذا الشخص على إحداث هذا التغيير.

ولا بأس مع جوابي هذا من الاستعانة بقراءة كتاب في تربية الأطفال.

وفقكم الله، ويسر لأسرتكم الخير وراحة البال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً