الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالته النفسية الغريبة جعلتني أتردد في المواصلة في موضوع الزواج

السؤال

السلام عليكم.

خطيبي ذو شخصية مرحة، مبتسم طول الوقت، وطيب وحنون وهادئ ومتدين، لكنه خجول قليلا في بعض المواقف مع من لا يعرفهم.

عرفت أنه منذ صغره كانت والدته تجعله يقوم بأعمال المنزل، كأن لها ابنة وليس ابنا، فاكتسب هذا الخجل، وكانت تقوم بمعاتبته بقوة وعنف، مما أثر على ثقته بنفسه، والداه شبه منفصلين، يعيش كل واحد منهما بشقة بنفس العمارة، وهو مع والدته لمرضها.

بقي على موعد الزواج شهر واحد، اتصل بي وقال: إننا تحدثنا صباحا، ونحن لم نتحدث! وقال لوالدي كلاما غير مفهوم، مثل: إنه يركب القطار والمخابرات سوف تعرف!

والدته قالت: لا تأخذي على كلامه عند التوتر، لكن والده قال: إن هذه الحالة مر بها منذ عشر سنوات أن يقول كلاما غير مفهوم، لكن كانت أقل من الآن.

ذهب به لطبيب نفسي وكتب له أدوية حقن وبرشام، وقال: الاستشارة بعد 6 أسابيع ويؤجل الزواج، ولم يقل اسم مرضه.

اليوم التالي اتصل بوالدي يطلب حضورنا لنبدأ في فرش الشقة، رأيته هادئا كعادته، لكن وجهه عليه ملامح الجد، لم يكلمني، وقال لوالدتي: هناك زلزال قوي سيحدث في (المعادي وفيصل) حيث يسكن هو، ونسكن نحن، وتكلم أن الأرض قد تبتلع الناس، ويتكلم بجرأة.

كان يعرف من نحن، وأننا اتفقنا على الفرش في هذا الوقت، وكان متذكرا لموعد استلام السفرة، كما ركب سيارته واستطاع قيادتها، ويذهب للصلاة بالمسجد، ويقرأ القرآن.

أعتقد أنه لا يعلم أنه مريض، له أخ يصغره بخمس سنوات، ومتزوج منذ عام، ولا يعاني من شيء.

لا أعلم ما طبيعة مرضه، وهل سيتعافى منه ويعود لحالته الطبيعية؟ وهل ما يعانيه توتر وضغوط بسبب الزواج؟ وهل هو خطر على من حوله؟ بمعنى عند زواجنا قد يقتلني أو يضربني إذا زادت شدة الحالة، وكيف أتعامل معه في هذه الحالة؟ وهل هذا المرض وراثي سيؤثر على أبنائنا أم نفسي مكتسب فقط؟

أسألكم الدعاء له بالشفاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن هذا الشاب -حفظه الله- لديه بعض التغيرات النفسية والمسلكية التي ربما يكون مردها لمرض نفسي معين، يصعب علي قطعاً أن أعطي رأياً فاصلاً حول هذا الشاب، وموضوع الزواج والاستمرار معه، لأن الموضوع حساس، والموضوع يتعلق بمصير أسرة أنا لم أقم بفحصها، بالرغم من أن المعلومات التي ذكرتها هي معلومات جيدة، وفيها مؤشرات كثيرة، لكن سيكون من الخطأ الجسيم أن أقول لك إنه مريض مرضاً مطلقاً، أو إنه لا يصلح لأن تتزوجيه.

النصيحة التي أسديها لك هي كالآتي: هذا الشاب ذهب إلى الطبيب النفسي والطبيب النفسي مدرك تماماً للتشخيص، لذا قام بكتابة أدوية معينة، وكان نتيجة هذه الأدوية أنه قد تحسن، يستفاد من هذا الوضع أن الاستجابة الجيدة للعلاج هي دليل قاطع أن مرضه إن شاء الله تعالى بسيط، ويمكن احتواؤه، هذا أمر جيد جداً.

النقطة الثانية: من حقكم وبعد استئذانه، أي استئذان هذا الشاب وأهله أن تسألوا الطبيب عن تشخيصه ونوعية المرض الذي يعاني منه، وهل يمكن علاجه؟ وتسألوه سؤالا مباشرا أو دعي والدك يسأل الطبيب، هل يتم الزواج أو لا يتم الزواج؟

هذه الأمور تحل بهذه الطريقة، وأنا متأكد أنك حين تتحدثين مع هذا الشاب أو والدك يتحدث مع والده ويستأذنه للكلام مع الطبيب -لأن الطبيب لن يعطي أي معلومة إلا بعد موافقة المريض- هذا أيضاً أمر مهم جداً، ويمكن لوالدك ووالده أن يذهبا إلى الطبيب بعد استئذانه، أعتقد أن هذا هو الحل الأفضل، وهذا هو الحل الأمثل.

من ناحيتي أقول بدون أي التزام يتخذ من خلاله قرار نهائي حول مصير الزواج، أرى أن هنالك مبشرات كثيرة تدل على أنه جيد، وأنه يمكن علاجه، حتى وإن كان يعاني من حالة نفسية معينة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات