الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد معرفة كيفية مساعدة شخص بالغ على تغيير صفة ذميمة فيه كالكذب والكبر

السؤال

السلام عليكم
أشكر لكم جهدكم الرائع على هذا الموقع الجميل.

أود معرفة كيفية مساعدة شخص بالغ على تغيير صفة ذميمة فيه كالكذب والكبر، التكبر عن السؤال عند الجهل، وإنكار فضل الناس عليه، والبخل، خاصة إن كان لا يرى أن هذه الصفات الذميمة فيه، وكيف يمكن وقاية النشء من هذه الصفات إن كانت في أحد والديهم، أو تكون الصفات الذميمة في من يحتكون بهم بكثرة كالأجداد أو غيرهم؟

أشكر لكم حسن تعاونكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم رقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونؤكد أن الرغبة في الإصلاح خير، ونسأل الله أن يهدينا وأن يجعلنا سببا لمن اهتدى، وأن يصلح الشباب والأحوال، وأن يحقق لهم وبهم في طاعته الآمال.

من فضل الله علينا أن الصفات السالبة تتغير، والصفات الحسنة تكتسب، فالحلم بالتحلم والعلم بالتعلم، ومن يتصبر يصبره الله، ولأجل هذا بعث الله الرسل وأنزل الكتب وأقام الدعاة الهداة، والكذب قرين الكفر والنبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يقبل على الكاذب، ولا يحتفي به حتى يعلم أنه أحدث توبة، والكبر والتكبر من أكبر صفات إبليس التي طرد لأجلها من الجنة، وحرم رحمة الرحيم وأصبح ذليلا رجيما.

وعندما نحاول تغيير الصفات السالبة فلا بد من ملاحظة الفئة العمرية، ولما كانت الحالة المذكورة في مرحلة الشباب فلا بد من معرفة الخصائص والميول والاحتياجات، بالإضافة إلى اصطحاب الظروف التربوية، فالشدة وكثرة التحقيق تولد الكذب، والدلال والأنانية ينتج عنهما الكبر، وكثرة النقد وقلة المدح والبخل بالعواطف ينتج عنها إنكار فضل أصحاب الفضل، ومن هنا فنوصيكم بما يلي:
1- الدعاء له.
2- تسليط الأضواء على الجوانب المشرقة.
3- إعطاؤه الحب والقبول والثقة.
4- إيجاد القدوة في الصفات المطلوب.
5- التذكير بسيرة النبي –عليه الصلاة والسلام- الأسوة الصادق الأمين المتواضع الكريم، الذي أحسن لكل من أحسن إليه، وصفح عن المسيء، وتواضع للصغير وللكبير، فكانت الجارية تأخذ بيده ثم تنطلق به حيث شاءت.
6- ربطه بالقدوة والأسوة والكرام من السلف ليغنيه عن التأسي بالأدنى مع وجود الأعلى.
7- قراءة سير السلف في صدقهم وتواضعهم واعترافهم بفضل الناس.
8- إعلامهم بمكانة الصدق وأهله والتواضع ومن تمسك به.
9- تعليمه أن الصدق شجاعة وأن الكذب ذلة ومهانة وخيبة، وأنه لا يكذب إلا الضعيف، ولعنة الله على الكاذبين، فإن قال: كان جدي كذا. قلنا له: نحن نتأسى بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وإذا أخطأ الآباء والأجداد فنحن لا نجاريهم في الخطأ، وهم أيضا لم يجدوا من يوجههم، وأنت -ولله الحمد –محظوظ، كما أن كل كذاب يتمنى لو أنه كان من الصادقين.
10- تقبيح منظر الكاذب المهين الذي يكرر الحلف؛ لأنه يشعر أن الناس لا يصدقونه.
11- تقبيح صورة المتكبر الذي ينطلق من مركب النقص، وينتهى أمره إلى كره الناس له واحتقارهم لشخصيته.
12- تقبيح صورة ناكر الجميل، والإشارة إلى أن كفران العشير وإنكار إحسان المحسن من صفات الغافلات من النساء، ومن ينكر الناس يتوقف الناس عن الإحسان إليه، وينكرون إحسانه إليهم، فالجزاء من جنس العمل.
13- إظهار الفرح بأي تحسن ولوكان طفيفا، ليأتينا الكثير مع التركيز على الإيجابيات.
14- تكلف الصفات الحسنة، وتقليد أهلها ومجالستهم حتى تتحول إلى عادة وسجية وطبعا.
15- تغيير مجرى الصفة السالبة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن تبختر بين الصفوف في الهيجاء: (إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن).
16- تقوى الله والاستعانة به والانصياع لشرعه، والتأسي بنبيه والتأدب بآداب كتابه.

نشكر لك الاهتمام، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً