الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل احتقان البروستاتا يسبب الألم في المسالك البولية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شاب أبلغ من العمر 33 عاما، غير متزوج، وأعاني من آلام عند فتحة الشرج والقضيب منذ سنة تقريبا، والمشكلة بدأت بوجود ألم عند منطقة العانة، فتناولت مضادات حيوية (سيبروفلوكساسين، وافوكسين) ولكن الألم انتقل إلى الخصية والقضيب، وكنت أشعر بشيء داخل القضيب يضايقني، وبعض الأحيان أعاني من حرقة داخل القضيب.

عملت جميع التحاليل المطلوبة: من فحص دم، وفحص بول، والترا ساوند، وجميعها أعطت نتائج سليمة، ولا يوجد شيء والحمد لله، وقمت بعمل فحص لوظائف الكلى، وكانت النتائج ممتازة، ولا يوجد ترسبات أو حصى، ولا زال الألم موجودا، وبعدها عملت صورة رنين مغناطيسي، وصورة طبقية للمنطقة، ولا يوجد شيء، وخضعت لعملية منظار ومساج للبروستاتا، و(psa)، والنتائج كانت ممتازة، وفحص الـ (psa) كان سلبيا، وتناولت أيضا العديد من المضادات الحيوية ولكن دون جدوى.

أصبحت نفسيتي سيئة جدا، وقال لي الدكتور: أنت تعاني من التهاب مزمن، لا بكتيري في البروستاتا، لا أعلم ما الآلام التي تلازمني 24 ساعة، من حرقة، وشد في منطقة الشرج، ونفسية محطمة؟

ذهبت إلى طبيب نفسي، وأعطاني (romeron) زيلاكس، وقال لي: إن كل الأوجاع لديك نفسية أكثر منها عضوية، واستمررت على العلاج مدة تزيد عن ستة أشهر، فخفت الآلام قليلا، ولكن بعد الإخراج يأتيني ألم يجعلني أكره الناس الذين حولي.

بالله عليكم ما هذه الآلام القوية؟ وهل تؤثر على المستقبل؟ لأنني مقبل على الزواج، وحالتي النفسية سيئة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ samer .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

عليك بإجراء تحليل ومزرعة لسائل البروستاتا، أو السائل المنوي؛ فإذا وجد صديد؛ فيجب أخذ مضاد حيوي بحسب نتيجة المزرعة، وقد يظهر صديد دون بكتيريا (التهاب غير بكتيري)، فإن التهاب البروستاتا عادة ما يكون مزمنا، أي إنه يخفت ثم يتكرر ثانية، وذلك بسبب وجود كبسولة مغلفة للبروستاتا؛ مما يمنع من القضاء على الميكروب الذي يصيب البروستاتا.

لذلك يجب أخذ العلاج لفترة طويلة (شهر ونصف) كما يمكن أخذ جرعة مخفضة من العلاج (سيبروفلوكساسين 250 ملجم أو سبترين) مرة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر.

بالنسبة لصعوبة التبول وكثرته: عادة ما يكون بسبب احتقان البروستاتا، واحتقان البروستاتا ينتج عن كثرة حبس البول, أو كثرة الانتصاب, أو التعرض للبرد, أو الإمساك المزمن, أو التهاب البروستاتا, ولذلك لا بد من الابتعاد عما يثير الغريزة, والمسارعة في تفريغ المثانة عند الحاجة لذلك, وتفادي التعرض للبرد الشديد، أو الإمساك.

ويمكن تناول علاج يزيل احتقان البروستاتا مثل:
- (بيبون بلس pepon plus) كبسولة كل ثمان ساعات.
- أو الـ (بورستانورم Prostanorm).
أو تناول علاجات تحتوي على مواد تقلل من احتقان البروستاتا مثل الـ:
• البَلْميط المِنْشَارِيّ Saw Palmetto.
• أو: الخوخ الإفريقي Pygeum Africanum.
• أو: زيت بذور اليقطين/القرع Pumpkin Seed.

فإن هذه المواد طبيعية، وتصنف ضمن المكملات الغذائية، وبالتالي لا يوجد ضرر من استعمالها لفترات طويلة (أي عدة أشهر) حتى يزول الاحتقان تماما.
__________________________________________
انتهت إجابة الدكتور أحمد محمود عبد الباري استشاري جراحة المسالك البولية.
وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
__________________________________________

لا شك أن الجسد والنفس لا ينفكان أبدًا، وما يؤثر على هذا يؤثر على ذاك، ولا ريب في ذلك.

أيها الفاضل الكريم: أعراضك كلها تتمركز حول الجهاز البولي، وأنت قمت بكل فحصٍ يمكن أن يقوم به الإنسان، والحمد لله تعالى كل نتائجك كانت جيدة ورائعة، وليس هنالك شيئًا مخيفًا، فهنا أعتقد أن العلاج يكون بالتناسي وبالتحقير، وبالتجاهل لهذه الآلام، وأن تشغل نفسك في شيء مفيد، وألا تُتيح أي مجال للفراغ، كما أن التمارين الرياضية سوف تكون جيدة جدًّا بالنسبة لك، وكذلك تمارين الاسترخاء.

كثيرًا ما يكون القلق المقنع عاملاً أساسيًا في زيادة الأعراض الجسدية مما يجعلها أعراض (سيكوسوماتية) أي نفسوجسدية، وهذه ليست أمراضًا، إنما هذه ظواهر.

أيها الأخ الفاضل الكريم: طبق إذًا تمارين الاسترخاء، واستشارة الاسترخاء بموقعنا تحت رقم (2136015) فيها إرشادات جيدة جدًّا لكيفية تطبيق هذه التمارين.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الريمارون عقار رائع جدًّا، ومفيد جدًّا، وكذلك الزيلاكس، هذه من مضادات الاكتئاب الممتازة، وكذلك القلق. الريمارون أعتقد أنك يمكنك تناوله بجرعة نصف حبة ليلاً –أي خمسةَ عشر مليجرامًا– أما الزيلاكس فتناوله بجرعة حبة واحدة صباحًا (عشرة مليجراما).

ويمكن أن تُضيف لهما عقار ثالث يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد)، يمكنك أن تستشير طبيبك في هذا الأمر، وأنا أؤكد لك من جانبي أن الدوجماتيل دواء رائع جدًّا للأعراض النفسوجسدية من هذا النوع، وجرعته كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً –وقوة الكبسولة خمسون مليجرامًا– يتم تناول هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم بعد ذلك تجعلها كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أخِي الكريم: أقِدم على الزواج، وإن شاء الله تعالى فيه رحمة وسكينة بالنسبة لك، وهذا قطعًا سوف يساعدك معنويًا ونفسيًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن صاحب الاستشاره

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    شكرا لكم على هذه الاجابات الطيبه وجعلها الله في ميزان حسناتكم , الدكتور احمد عبدالباري والدكتور محمد عبدالعليم انتم فعلا اهلا للطب وفقكم الله لما فيه خير لمصلحة المرضى واشكركم كثيرا لجهودكم المبذوله اللتي تنصحون بها مرضاكم دون مقابل فقليل من امثالكم يبذلون جهدا كبيرا لعلاج المرضى فانتم الجنود المجهولين فشكرا لكم, سأعمل بنصيحتكم عل الله يشفيني على ايديكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً