الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع ابنتي المدللة، وأكبح جماح أفعالها؟

السؤال

السلام عليكم..

ابنتي عمرها سنتان و 6 شهور، علمتها على استخدام الحمام، وقد مضى علي 10 أيام، ولكن لا يوجد تحسن، فهي تلوث نفسها، وبعد ذلك تخبرني، فما الحل، هل أستمر أم أني سأرجع لإلباسها الحفاظ؟ وما هي أفضل طريقة لتعليمها؟

كما أنني عصبية جدا، وأصرخ عليها أحيانا، وكنت أضربها، ولكن نادرا، وأبوها يدلعها بزيادة، فأي شيء تطلبه يعطيها، حتى لو رفضت أنا؛ فإنه يلبي طلبها، فأنا لا أعرف كيف أتعامل معها بسبب أبيها.

فليس لها حدود، وكل شيء مسموح، عنيدة جدا، وعصبية لدرجة أنها تضرب نفسها أحيانا، وإذا رفضنا طلبها تصرخ وتبكي، حتى في الأماكن العامة تحرجنا، وغير قادرين أن نضبط طفلة عمرها سنتين.

ساعدوني فأنا خائفة عليها على نفسيتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Om Yazeed حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بهذه الأسئلة.

أكيد أن الموضوع صعب عليكم، وأن هذه طفلة لم تصل حتى إلى عمر الثلاث سنوات، ومع ذلك هناك صعوبة في التعامل معها، ومما لاشك فيه، أن هذه الطفلة في حالة مشوشة بسبب القائمين على تربيتها، فهم أصلا غير متفقين على طريقة واحدة!

والطفل يحتاج في تربيته لأمرين:

الأول: المحبة والرعاية والعطف، وربما أنتم غير مقصرين في هذا.

والثاني: هو تعليم الانضباط، من خلال وضع ضوابط وإجراءات عملية على الطفلة اتباعها والالتزام بها، وهذا لا يمكن أن يتم وأنت والزوج مختلفان في طريقة التربية، وستجدون صعوبة كبيرة في توجيه سلوكها، الآن وفي المستقبل، إذا لا تتفقا على مبادئ أساسية في تربية هذه الطفلة.

ومما يجعل الطفلة مشوشة ولا تشعر بالاطمئنان، ويتجلى عدم الاطمئنان هذا من خلال التراجع في عادات الحمام والتبول والتغوط، وقد تزداد عندها المشكلة أكثر، إذا استمر هذا الخلاف بين والديها.

الأمر يستدعي أن تجلسي مع زوجك وتتحدثا في مهارات التربية لهذه الطفلة، وصدقيني أن الأمر في غاية السهولة إذا كان هناك اتفاق بينكما، وإذا حصل هذه فستكونان في راحة كبيرة، وسينعكس هذا إيجابيا على سلوك هذه الطفلة.

لن تنفعك أبدا العصبية أو الضرب للطفلة من أجل تعليمها مهارات الحمام، بل على العكس، التهديد والوعيد والضرب، بل سيزيد الطفلة قلقا، مما يؤخر قدرتها على ضبط التبول والتغوط، وقد تطول الحالة كثيرا، وأهم ما تحتاجه الآن، هو أن تشعر بالاطمئنان والراحة، وعندها فقط يمكنها تعلم ما تريدين من مهارات الحمام.

وربما يفيد جدا قراءة كتاب أو أكثر في تربية الأطفال، ومنها كتابي "أولادنا من الطفولة إلى الشباب"، وفيه فصل كامل على تعليم الأطفال مهارات الحمام، ويمكن الحصول عليه عندكم من مكتبة جرير.

وفقكم الله، وأقرّ أعينكم بهذه الطفلة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً