الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من رهبة اللقاء الحميمي؟

السؤال

السلام عليكم

إخوتي في الله جزاكم الله عنا كل خير.

أنا فتاة حديثة الزواج منذ شهر تقريبا، وزوجي -والحمد لله- طيب وحنون، لكني أعاني من مشكلة الخوف، ولا أدري ما الحل؟ أخاف من الجماع منذ ليلة الزفاف حتى الآن، ولا أطيق أن يقترب من الفرج، وأخاف، وأبكي وأتألم، ولا أدري هل الألم نفسي أم هو حقيقي؟

أصبحت أكره كلمة جماع، وزوجي لا يجبرني على شيء، وقد ذهبت إلى راق وطبيبة، وقالوا لي بأني -والحمد لله- سليمة، ولكني حائرة في أمري، فهذا حالي منذ الزفاف، ساعدوني كيف أنزع الخوف مني؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أمة الرحمان إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم حالتك –يا ابنتي-، وبما أن الطبيبة قد قامت بفحصك وطمأنتك بأن كل شيء عندك طبيعي -والحمد لله-، فهنا يمكن القول بأن سبب الألم والخوف من الجماع هو على الأرجح حالة نفسية تسمى (برهاب الجماع)، وهي تشبه حالة (تشنج المهبل)، وهذه الحالة خارجة عن إرادتك بالطبع، وقد يكون سببها هو خبرات واعتقادات سلبية ترسخت في ذهنك منذ الطفولة عن الزواج والعلاقة الزوجية.

على كل حال: حتى لو كانت الحالة خارجة عن إرادتك؛ إلا أنه بإمكانك مساعدة نفسك، وذلك عن طريق التحدث بمنطق وإقناع، والقول لنفسك مثلا: إن الخوف الذي يصيبني هو خوف غير مبرر وغير منطقي، فلو كان الجماع سيسبب لي الألم بالشكل الذي أتصوره؛ لما تمكنت أي فتاة من الزواج، ولما تمكنت أي امرأة من الإنجاب بشكل طبيعي، إذا ففكرة الألم في ذهني هي وهم وليست حقيقة، وهذا الوهم هو ما يجعلني لا أحتمل اقتراب زوجي مني، وعلي بمحاربة هذا الوهم وهذه الفكرة، وإبعادها عن ذهني, وعلي أن استبدلها بحقيقة واقعية ألمسها كل يوم من خلال من أراهم حولي من النساء المتزوجات، وهي أن الجماع غير مؤلم على الإطلاق.

ثم قومي بتمثيل هذا الأمر وأنت مستلقية على سريرك، أي قومي بتخيل أن زوجك قد اقترب منك، وأنك تمكنت من السيطرة على نفسك، وتماسكت، ثم استسلمت لزوجك بدون خوف.

يمكنك في المحاولات الأولى تناول حبتين من أي مسكن ترتاحين عليه، مثل: حبتين من (البروفين)، وذلك قبل الجماع بساعتين، وإن لم تنجح هذه المحاولة؛ فيمكنك تجربة استخدام حبة واحدة من حبوب تسمى (لكزوتينل) عيار 3 ملغ، وجربي في البداية نصف حبة فقط، أي 1,5 ملغ، وذلك قبل محاولة الجماع بساعتين، فإن لم تنجح؛ وبقيت حالة الخوف والتوتر عندك، فيمكنك زيادة الجرعة إلى حبة كاملة أي 3 ملغ، فهذه الحبوب ستعمل على تهدئتك، وعلى استرخاء عضلات جسمك، وستخفض من عتبة شعورك بالألم، مما سيشعرك بالراحة والهدوء والاسترخاء، وحينها يمكن أن يتم الجماع بنجاح -إن شاء الله-.

إن حدث؛ فيمكن تكرار تناولها لبضع مناسباتٍ قادمة، إلى أن يتم إعادة برمجة ذهنك على أن الجماع هو أمر ممكن، وهو غير مؤلم، وبالتالي فإنك قادرةٌ على مشاركة زوجك هذه العلاقة الحميمية، والتي ستزيد من الود والحب بينكما، وبعدها لن تحتاجي إلى أية أدوية -إن شاء الله تعالى-.

بنفس الوقت أنصحك أيضا بالإكثار من استخدام المزلقات الطبية في المحاولات الأولى، مثل: مركب K-Y GELL، من أجل زيادة فرصة النجاح -إن شاء الله-.

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب ليلى

    أشكرك جزيل الشكر على ا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً