الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعاودني نوبات قلق حادة ومتباعدة ثم تعقبها نوبات تغير المزاج بدون سبب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 32 سنة، كانت تأتيني نوبات قلق حادة على فترات متقطعة ومتباعدة، ولكن خلال هذه الفترة وبعد آخر نوبة قلق أصبحت أشعر بتقلب في المزاج، حيث أنه ولعدة أيام مثلاً أكون فيها على ما يرام، وبعدها ولعدة أيام أشعر بالحزن والرغبة بالبكاء، والكره للحياة واستصعاب الأمور على الرغم من بساطتها، وأحياناً في ذات اليوم صباحاً تكون أموري جيدة ومساء ينقلب مزاجي أو بالعكس، علماً أن نومي جيد، وجميع أموري -ولله الحمد- جيدة، ولا يوجد شيء يعكر صفو حياتي سوى نوبات القلق وتقلب المزاج، الذي أصبحت أعاني منه خلال هذه الفترة ومن دون أي سبب، وخلال هذه الفترة هناك مشروع خطبة وهذا ما يقلقني، حيث أني أخاف من تقلب المزاج الذي يصيبني أن يعكر علي فرحة خطوبتي، فهل هناك دواء يمكن استخدامه لعلاج تقلب المزاج بحيث يكون قليل الأعراض الجانبية؟

آسفة على الإطالة، وجزاكم الله عني وعن جميع المسلمين كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوران حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها الفاضلة الكريمة، أمورك - إن شاء الله تعالى – طيبة، ونسأل الله تعالى أن تتم الخطوبة على أحسن ما يكون، وأنا أقول لك: لست مريضة، كل الذي تشتكين منه هو نوع بسيط من الظواهر النفسية، حيث إن خلفيتك تحمل شيء من القلق ونوباته حادة – كما تفضلتِ –، وهذا تأتَّى منه شيء من المخاوف الوسواسية، وعسر مزاج لم يصل – الحمد لله تعالى – لمرحلة الاكتئاب أبدًا.

مشاعرك السلبية حين تكوني في فترة المساء دليل قاطع على وجود قلق وتقلب في المزاج، لأن الاكتئاب النفسي الحقيقي يأتي في فترة الصباح، فالحمد لله تعالى أنت لست مكتئبة، وأقول لك: لا تكوني حساسة حول الأمور، كوني متفائلة، اسألي الله تعالى أن يجعلك دائمًا في استرخاء وراحة بال، وطبقي تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جدًّا، ارجعي لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015)، سوف تجدين فيها الإرشادات المطلوبة واللازمة لتطبيق هذه التمارين بفعالية وامتياز جيد.

ونظمي أوقاتك بصورة أحسن، لا تنامي في أثناء النهار، النوم الليلي المبكر لا شك أن فيه خيرًا كثيرًا جدًّا للإنسان. والصلاة تبعث الراحة في الإنسان ولا شك في ذلك، مصداقًا لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (أرحنا بها يا بلال)، فاحرصي على صلاتك في وقتها، وعليك بالدعاء.

بالنسبة للعلاج الدوائي، حقيقة أنا لا أرى هنالك أهمية كبيرة، لكن لا مانع أن تتناولي دواءً بسيطًا جدًّا مثل عقار (فلوناكسول)، والذي يعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول)، وجرعته هي نصف مليجرام، جرعة صغيرة جدًّا، تناوليها بمعدل حبة صباحًا وحبة مساءً لمدة شهرٍ، ثم اجعليها حبة صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء، الدواء ليس له أعراض جانبية أساسية، وهو سليم، وغير إدماني وغير تعودي.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً