الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلة مع زوجي حول النفقة وإخفاء حسابه البنكي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد نشأت في عائلة محافظة، متوسطة الحال، شبه غنية، لم أنتظر في يوم من الأيام نزول الراتب الحكومي، بطاقات الصراف البنكية الخاصة بوالدي ووالدتي كانت في بعض الأحيان بين يدي ويد إخوتي، ومع ذلك فأنا لست من النوع المبذر.

فأحياناً يكون مصروف عائلتي الشهري 2000 ريال فقط، وأحياناً 4000 آلاف فقط، فنحن نصرف على حسب الحاجة، علماً بأن كلا والديّ مديون.

قدر الله لي الزواج، فتزوجت رجلاً صارحني منذ بداية زواجنا بأن المتبقي له من راتبه الشهري هو 1200 ريال فقط، لم أعارض، وأخبرته بأنني سوف أعينه على متاعب الحياة، وبعد مرور ستة أشهر من زواجنا، اكتشفت بأن المتبقي من حسابه هو 1800 ريال، وكان ذلك باعترافه وبشكل خاطئ أمام عمه.

صدمتي الكبرى كانت حينما نزل لأداء الصلاة بالمسجد، وبينما كنت أنتظره بالسيارة وجدت بطاقة بنكية إضافية، وكانت مرمية في السيارة، كانت البطاقة تحمل اسمه الرباعي، ولكنها برقم وحساب مختلف، حينما عاد من الصلاة صارحته بأمر البطاقة، ولكنه نفى ذلك تماماً، واتهمني بأنني أتخيل، التزمت الصمت بعد نفيه، قمت بحفظ آخر أرقام تحملها البطاقة، وبعد أن بحثت في محفظة زوجي، وجدت تفاصيل تخص حساب البطاقة التي ينفي بأنها له، لم أستطع الوصول لأي فائدة لأن البطاقة اختفت تماماً.

تبلدت مشاعري اتجاهه، كيف لا وأنا من تحملت الضغوط من أجله، كنت أبكي على وسادتي؛ لأنني لا أستطيع أن أجد قوت يومي، كنت أتدين المصروف من أسرتي، لقد اكتشفت بأنه لا يصلي إلا إن رافقه أحد، علماً بأننا سألنا عنه قبل الزواج، وشهد الجميع بأنه يصلي، فهو يصلي إن كان في المدرسة، حاولت معه كثيراً حتى نجحت وجعلته مواظباً على صلاته، لقد فرحت كثيراً؛ لأنني حققت هدفاً، لم أطلب منه مصروفي الشهري، وكنت أقول له: حينما تتحسن أوضاعك سوف أطلب منك.

بعد كل هذه التضحيات، هل يكافئني بهذا الشيء؟ وافقت أن أعيش معه حتى تتحسن ظروفه، ولكنني بعد أن اكتشفت أمر البطاقة كرهته، وكرهت أنانيته، كنت أستغرب من أين كان يأتي بمبلغ 1500 ريال إذا كنا محتاجين، كان يقول أنه تسلفها، ولكنني بعد أن رأيت البطاقة البنكية اتضحت لي الأمور، وكما يقال "إذا عرف السبب بطل العجب"، أنا متأكدة بأن بها رصيدا، لأن من طباع زوجي حينما يكون في رصيده العادي مبلغ، فهو لا يسحب من جهاز الصراف الآلي أمامي، ولكن حينما لا يملك رصيداً يسحب من جهاز الصراف الآلي ويريني الرصيد، فماذا أفعل؟ وكيف يجب أن أتصرف؟ يستحيل أن أطلب الطلاق منه، كل ما أريده أن تتغير هذه العادة، فهي عادة سيئة، لأنه لا يعطيني حقوقي كزوجة، من ناحية المصروف، والملبس، فمصروفي من عائلتي، لأن راتبه يكون لسد حاجتنا من الطعام ومستلزمات المنزل، لقد كان والده بخيلاً، فهل هذا سبب هذه العادة؟

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م . ق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك ابنتنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأله أن يقر الله عينك بصلاح الزوج والحال، وتعوذي بالله من شيطان يريد أن يشوش عليك من أجل المال، ونسأل الله أن يحقق لنا ولكم الآمال.

لقد أسعدنا زهدك في المال، وأفرحنا سعيك ونجاحك في هداية زوجك، حتى سجد للواحد الديان، وسرنا حرصك على مساعدته، ومعاونته، وظهر لنا طيب معدنك، فحافظي على تميزك، وازدادي حرصًا على استقرار بيتك.

وننصحك بأن لا تناقشي زوجك، ولا تكلميه، ولكن توقفي تدريجياً عن أخذ المال من أهلك، حتى يتحمل مسؤوليته ويعتاد على الإنفاق، وناقشيه في وسائل زيادة دخلكم كأسرة، فإن بناتنا يخطئن حين يقمن بالنفقة بدلاً عن الزوج، فيعتاد الزوج ويحلو له الأمر، ويصل مراحل يعتقد بها أن الإنفاق واجبٌ على المرأة، بل ربما يغضب إذا طلبت منه، وبما أنكم في البداية، فالعلاج سهل - بإذن الله -.

وأرجو أن تعلمي أن أهلك وإن كانوا أغنياء، فإنه يسعدهم أن يشعروا بأن زوجك يقوم بما عليه من إنفاق وإكرام لك، والشريعة جعلت القوامة بيد الرجل، بناء على مؤهلات فطرية، وأخرى مكتسبة، وهي الواردة في قوله تعالى: {وبما أنفقوا من أموالهم}.

وهذه وصيتنا لك، بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يصلحه لك، وإذا كانت هذه سلبية، فتذكري إيجابياته، واقتربي وادخلي إلى حياته، وأمنيه واحتويه، ليفتح لك قلبه، وكوني له أمة يكن لك عبداً، وكوني له أرضاً يكن لك سماء، ووفري له التقدير والاحترام، حتى يوفر لك الحب والأمن.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً