الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الظلام، والمحافظة على الوزن.. كيف يتم التعامل معهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيراً لدي ابنه تبلغ من العمر عشر سنوات، تخاف من الظلام كثيراً خاصة عند انقطاع الكهرباء، وفي سوريا ما أكثر انقطاعها، وابنتي مجتهدة في دروسها وتواظب على حفظ القرآن الكريم في المسجد ومؤدبة كثيراً، لكن للأسف لا تحب الصلاة فكلما قلت لها انهضي كي تصلي تقول: انتظري قليلاً، وأنا في حيرةٍ من أمري ماذا أفعل؟

ولدي سؤال آخر لقد نزل وزني على الحمية والرياضة نحو عشرين كغ، وأنا الآن حامل في الأسبوع الثلاثين، وعادت شهيتي للأكل تزداد، وأحب الحلويات كثيراً مع العلم أن وزني لم يزدد من بداية الحمل إلى الآن ستة كغ، وأخاف أن يزداد وزني من جديد، فأرجو إبداء الرأي ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

الخوف عند الأطفال أمر عادي ومنتشر جدا، بل قد يكون هو الأصل، ومن النادر أن نجد طفلا لا يخاف من شيء ما سواء كان ظلمة أو حيوانا أو صوتا أو مرتفعا، فكيف في حال طفلة تعيش في بلد فيها حرب دائرة قضت على مئات الآلاف؟!

وقد يكون خوف الأطفال من شيء محدد كالخوف من بعض الحيوانات كالقطط أو الكلاب أو غيرها، أو الخوف من الأماكن العامة أو المزدحمة، أو الخوف من المرض، أو الخوف من العتمة وانقطاع الكهرباء، وكما هو الحال مع طفلتك.

والأمر المحتمل أن خوف الطفلة قد انتقل إليها من باب الاختلاط والمعايشة، ومما رأيته أو سمعته عما يدور في البلد وفي نشرة الأخبار، وهذا التعلم والسلوك المكتسب أمر عادي في الخوف والمواقف النفسية.

طبعا العلاج أو التغيير أمر ممكن بعون الله، إلا أنه لابد من الحكمة والتروي، وأن لا نجعل من مشكلة الخوف مشكلتين، الخوف من الظلمة ومن ثم ضعف الثقة بالنفس، وذلك عن طريق لوم الطفلة وعتابها على أنها تخاف، أو بإشعارها بأنها طفلة غير طبيعية بسبب خوفها.

ويقوم العلاج بشكل أساسيّ على مبادئ الطرق السلوكية، وهي الطريقة الأكثر فعالية، وذلك بمحاولة تغيير السلوك وعدم الاستسلام للأفكار المخيفة، ولكن ليس من خلال عتاب الطفلة أو توبيخها أو تخجيلها أمام الأسرة والناس الآخرين.

وربما أفضل ما يمكنك القيام به هو معاملة الطفلة وبشكل طبيعي، وأن تتيح لها ظروفا طبيعية للحديث والتعبير عما في نفسها من مشاعر، وخاصة عن الأمور التي تخاف منها، ولكن بشكل طبيعي، ومن دون أي تعليق على أنها تخاف، أو غير هذا مما يمكن أن يزيد من خوفها وقلقها، ويؤخر من تعافيها من هذا الخوف، وهذا ما يحدث مع الأسف عند الكثير من الأطفال بسبب قلة حكمة الأبوين وعدم معرفة كيفية التعامل الأنسب.

ويفيدها جدا أن تتحدثي لها عن بعض مخاوفك، وما يجري في البلد من ظلم وقتل، وبحيث تدرك هذه الطفلة أن الخوف إنما هو ردة فعل نفسية طبيعية، لأحداث غير طبيعية، وليس العكس، ولتعرف أنه حتى ماما وبابا يشعرون أحيانا بالخوف، وليس في هذا ما يعيب.

وأنصحك أيضا بقراءة كتاب عن تربية الأطفال، أو حتى كتاب محدد في موضوع مخاوف الأطفال، لتتعرفي على طبيعة الخوف أو الرهاب، وكما يقال إذا عرف السبب بطل العجب.

وأدعوه تعالى أن ييسّر الخير لطفلتكم والأسرة، وأن يقرّ عيونكم بها.
وأترك موضوع الحمل والوزن للزميلة الاختصاصية
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة الدكتور (مأمون مبيض) استشاري الطب النفسي.
تليها إجابة الدكتورة (منصورة فواز سالم) طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
من المعلوم أن الوزن يزيد أثناء الحمل بما لا يقل عن 12 إلى 13 كجم، وهذه الزيادة تمثل الجنين والمشيمة والسائل الأمنيوسي والرحم نفسه يكبر ويزيد في الوزن والدم نفسه يزداد ويصبح عندك دورة دموية خاصة بك وأخرى خاصة بالجنين، والسوائل التي تخزن في جسمك، ومخزون الدهون الزائد بسبب الوجبات الإضافية، والثديان يكبر حجمهما ويستعدان للرضاعة، كل هذه الأشياء تشارك في زيادة الوزن، وبعد الولادة تقل تلك الزوائد في معظمها.

والسيطرة على الوزن الزائد تتم عن طريق تجنب الحلويات والسكريات التي لا يمكن الشعور بالشبع عند تناولها؛ لأن تناول الحلويات يتبعه ارتفاع في سكر الدم، ويليه في الارتفاع هرمون الأنسولين لكي يتعامل مع ذلك السكر المرتفع، فيقوم الأنسولين بحرق جزء من السكر في صورة طاقة، وتخزين جزء آخر، وتحويل الجزء الثالث إلى دهون فيقل مستوى السكر في الدم، فيشعر الإنسان بالجوع مرة أخرى ليتناول المزيد من الحلويات والسكريات، وتظل دائرة زيادة الوزن مفتوحة لمزيد من السمنة.

والحمية الغذائية الجيدة تتم بعد الولادة، مع الوضع في الاعتبار هدف شهري يجب الوصول إليه وليكن 2 إلى 3 كجم، وذلك عن طريق تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة؛ خصوصا المشوي من الدجاج والأسماك واللحوم، والحبوب مثل: الشوفان والقمح والفول بدون الزيت، والتونة بالماء، وهذه الأطعمة تعطي الإحساس بالشبع، بخلاف الحلويات والسكريات التي تكلمنا عنها والإكثار من السلطات والأعشاب الخضراء والخضروات المطبوخة دون زيوت، والمهم في هذه المرحلة متابعة الحمل بالسونار، وقياس الضغط والزلال والسكر لمعرفة حالة الجنين، وكمية السائل حوله، وحالة النبض، والحركة المصاحبة لنمو الجنين.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً