الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي المراهق وسلوكه المتمرد.. كيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته

أخي يبلغ من العمر (18) عاماً، وهو يجلب لنا المشاكل بشكل مستمر، فعلى سبيل المثال لا الحصر، أخي يسرق سيارة أبي، ويقوم بإتلافها في الحوادث المستمرة، ونحن نضطر دائماً إلى إصلاحها، ويقوم بالكتابة على حائط المدرسة ليلاً، فتقوم المدرسة بفصله، وبعد أن تم فصله، توفيت والدتي - رحمها الله -.

أخي شخصية حنونة جداً، ومرحة، والجميع يحبه، ولكنه متمرد، ويجلب الكثير من المشكلات، حاولنا معاقبته وردعه كثيراً، فقد قمنا بضربه، وحبسه، ولكنه سرعان ما ينسى العقاب، فهو يقوم بمساعدة والدي في أعماله، وقد تورط منذ فترة بمساعدة أصدقائه في سرقة سيارة ما، ولأننا نخاف عليه كثيراً، قام والدي بدفع مبلغاً من المال لإخراجه، بعد أن تم حبسه عدة أيام.

مشكلتنا الآن، بأن أخي أصبح يدرس بالمنزل (منازل)، ولكننا اكتشفنا بأنه يتحدث مع رفقاء جدد، وهم صحبة سيئة؛ لأنهم يحبون سرقة السيارات، سمعناه وهو يتكلم معهم حول الأموال، وبأنه قادر على مضاعفتها لهم، لا نعلم كيف يمكنه ذلك؟ علماً بأننا وجدنا في هاتفه المحمول صوراً ممنوعة، وحينما قمنا بمواجهته، حتى يقر معترفاً بالحقيقة، أجابنا: بأنه يعمل على خداع رفاقه؛ وذلك ليرد ديناً قد أخذه من والده، الذي كلفه بعمل ما، وقام هو بصرف المال، ولم يقم بإنجاز العمل المطلوب، سببه الذي ذكره ليس مقنعاً، وبعد الضرب والعقاب، اتفقنا معه بأن يذهب لإحضار رفيقه لنا، حتى يمكننا التفاهم معه، وإبعاده عن أخي، ولكن أخي فر هارباً في اليوم نفسه، ولا أعلم أين ذهب؟ فهل تنصحوننا بأن نبحث عنه، ونعيده إلى المنزل كما نفعل في كل مرة؟ أم نتركه حتى يعود بنفسه؟

أريد حلاً مناسباً، وطريقة صحيحة للتعامل مع هذا الأخ، فأنا أخته الكبرى، وعندي أخت تكبرني، ولكنها تعيش في مدينة أخرى، وأنا من أهتم بجميع إخوتي، علماً بأننا في كل مرة نتفق على معاقبته، ولكننا من شدة حبنا له نضعف، ونقلل مدة العتاب، فهو آخر العنقود في منزلنا.

بانتظار ردكم، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شوقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا على هذا الموقع، وعلى هذا السؤال، وعلى حرصك على مصلحة أخيك الأصغر، آخر العنقود، كما يقولون.

لقد فات أوان الضرب والعقاب بهذا الشكل مع هذا الشاب، والذي بلغ (18) عاماً، أي أنه يعتبر الآن راشداً، وعلى الأقل من الجهة القانونية.

هذا الشاب في حاجة ماسة إلى من يتفهمه، ويقيم معه علاقة ثقة وصراحة، أكثر من حاجته لمن يعاقبه ويعطيه الأوامر والتعليمات.

وبصراحة، وبالرغم من حرصك على مصلحة أخيك، وعلى توجيهه، إلا إنكِ قد لا تكونين الشخص الأنسب للقيام بالشيء المطلوب، وربما يصعب عليه تقبل توجيهاتك؛ بسبب سنّه، وبسبب أنه ذكر، وهكذا هي طبيعة الرجال، سواء كان هذا الرجل سلبياً أو إيجابياً، فقد تبذلي جهداً كبيراً، ولا نرى النتائج المطلوبة.

كيف هي علاقة أخيك بوالده، وهل هي من النوع الذي يسمح بأن يكون بينهما شيء من الصداقة والصراحة؟

هل يمكن لوالدك مثلاً أن يخرج مع ولده هذا لتناول الطعام في مطعم مثلاً، وهل يمكن في هذه الجلسة أن يحاول الأب تجنّب تقديم المواعظ والمحاضرة الأخلاقية لولده، كعادة معظم الآباء في هذه المواقف، حيث يسمعون عادة أولادهم الأسطوانة المعتادة من التعليمات والتوجيهات، والتي ربما حفظها الولد، وملّ منها.

ليحاول الأب أن يستمع إليه أكثر من أن يتكلم، وليحاول أن يتعرف على ولده حقيقة، فكم من الآباء ممن لا نعرف أولادهم حق المعرفة؛ بسبب انشغالهم بقضايا الحياة، وكسب الرزق، وأمور أخرى كثيرة.

ويفيد جداً أن تحاولوا بناء ثقة هذا الشاب في نفسه، وتُشعروه بأن فيه الخير والصلاح، وأنه وإنّ غلب على السطح بعض الأعمال المُقلقة أو السلبية، إلا أنه لاشك أن فيه الخير الكثير، إلا أننا ربما عادة نلاحظ سلوكه السلبي، ولا ننتبه لأي سلوك إيجابي يقوم به، وكما يقول أحدهم "عندما أحسن العمل، لا أحد يراني، وعندما أسيئ العمل، لا أحد ينسى".

أرجو أن يكون في هذا ما يفيد مع هذا الشاب، وأعانكم الله، وحفظه من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا شوقيه

    الوالد كبير جدا في السن ولكن يحبه كثيرا لانه اكثر الاخوان يساعده وينصحه الوالد كثيرا واوقات لا يتابعه بسبب كبر سنه
    هوا لديه اشياء ايجابيه كثير يحترمنا عند مخاطبته ويساعد كثير في امور نطلبها منه ولكن يفعل ايضا المشاكل خارج المنزل وكثيرا ما نصحه اخوه الاكبر وعاهده انه لن يفعل شيئا ولكن يعود بعد فتره لعمل المشاكل لانهم يلتهون عنه بدراستهم وحياتهم وابي ايضا رغم كبر سنه الا انه يعمل كسائق باص لطالبات وساقوم بتكلم معه لانني في اخر مره ومشكله قام زوجي بتدخل ونصحه وبعض التهديد بانه لو عمل شيئا لن يدعنا نساعده بل نتخلى عنه ولكني ساكلمه مجددا

  • الجزائر أم حازم عبد الله عبد الناصر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نحن أولياء الأمورنمر كثيرا بهذا السلوك من طرف أحد أبنائنا ونتعب كثيرا في إرشادهم وكما جاء في الجواب كثيرا ما نردد عليهم نفس الأسطوانة إفعل هذا ولا تفعل هكذا وننسى الجانب العاطفي مع أبنائنا وضمهم إلينا وإشباعهم من عواطفنا أو العكس الدلال الزائد وتوفير لهم كل طلاباتهم خاصة المال والسيارة الذان هما سبب انحراف أبنائنا فلنزاجع أنفسنا قبل ما يكون العيب فيهم فهو فينا لم نسلك معهم السبيل الصحيح أو غفلنا غفلة شديدة بعدها إستفقنا على واقع مرير هنا لا نملك إلا العودة الصادقة إلى الله وكثرة الدعاء الذي هو العبادة التي غفل عنها كثير من الناس وإعادة إحتوء من انحرف من أبنائنا لعلنا نستدرك ما فات ونقوم ما اعوج نسأل الله العلي القدير لنا ولكم التوفيق ولأبنائنا وأبنائكم الهداية والرشد إنه ولي ذالك والقادر عليه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً