الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخاوف امرأة من شخص يريدها للزواج لتشابهه مع آخر تزوج على امرأته.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع الرائع، وأكرر شكري للقائمين عليه.

مشكلتي يا سيدي قد تكون غريبة، وهي أنه منذ ما يزيد على عشر سنين حصل وأن تزوج قريب لي امرأة على زوجته التي هي قريبتي أيضاً، ورغم أن زوجته الأولى جميلة ومتعلمة ومن عائلة كريمة إلا أنه قد تزوج عليها وقد عانت الأمرّين .

المشكلة أنه تقدم لي شاب منذ سنة ورفضته، وما زال يريدني وأنا لا أخفيك أني أريده، ولكن سبب رفضي له أنه يشبه قريبي في كل صفاته الخارجية، فهو يشبهه حتى في الشكل، وفي العمل، وهو صديقه، ولكنه أصغر منه بكثير، وحتى أنهما يعانيان من أمراض نفسية بسيطة، ولكن تشابههما في كل الأمور غريب حتى في المرض، وحتى أن قريبي سعى جاهداً ليفوز بامرأته الأولى كما يفعل هذا الشاب المتقدم لخطبتي وهما من نفس اسم العائلة.

فهاجت علي الوساوس بأنه سيفعل مثل ما فعل قريبي، وسيتزوج علي عاجلاً أم آجلاً بلا سبب، فأنا أيضاً أُشبه زوجته الأولى وفيّ كل الصفات التي يتمناها أي شاب والحمد لله، ولكن هذه الوساوس تكاد تقتلني، أحاول أن أزيل عني هذه الأفكار ولكن عبثاً أحاول، وإني لأدعو الله دائماً أن يزيلها عني.

هل ما أفكر به منطقيٌّ يا سيدي؟ وهل يمكن أن يحدث؟

وماذا أفعل لتختفي عني هذه الأفكار؟ علماً أن هذا الشاب متدين أكثر من قريبي، وقد يكون هذا هو الفارق الوحيد بينهم، ولكن الدين لا يمنعه من الزواج بأخرى.

أعلم أني أبالغ فيما أفكر به لكن هذا التفكير ليس بيدي .

أرجو أن أجد عندكم الجواب الشافي سريعاً، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ مجد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي يكون عوناً لك على طاعة الله، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أن مخاوفك زائدة عن حدها، بل وليست في محلها، فلا يلزم بحال من وجود أوجه شبه كثيرة من ضرورة التوافق في جميع الأمور، فهذا اعتقادٌ لا أساس له من الصحة، فقد يتوافق الناس في بعض أو كثير من الخصائص بل قد يكونا توأمين إلا أنه لوحظ أيضاً ضرورة وجود فروق فردية بينهما، وقد يتشابه الناس في الهيئة وكثير من الأمور الحسية.

أما الأمور النفسية أو السلوكية فهي شيءٌ آخر؛ لأنها تتأثر بعوامل كثيرة من أهمها الدين والثقافة والتربية والقيم والاعتقادات التي يحملها الإنسان، والتي أحياناً تكون وراثية، فنحن نسمع عن امرأةٍ كريمة مثل جدها أو جدتها أو ذكية مثل أمها، أو ماكرة مثل عمتها وهكذا، فلا تشغلي بالك بهذه الوساوس القائمة على غير أساس علمي معتبر، وإنما لا تعدو أن تكون مجرد تصور خاطئ فلا ينبغي أن تعيريها أي اهتمام؛ حتى لا تؤثر على قرارك، المهم أن يكون هذا الشاب يحمل الصفات الشرعية المناسبة التي تؤهله لأن يكون زوجاً صالحاً ناجحاً، والمنصوص عليها في قوله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه ...)، فأهم شيء للسعادة والإسعاد والاستقرار الأسري الدين والخلق، فعنهما فابحثي ودعي عنك ما سوى ذلك.

ومسألة الزواج بالثانية والثالثة تخضع لعوامل ومؤثرات أغلبها يقع على عاتق المرأة نفسها، خاصة وأن الأمر جائز ومسنون شرعاً، فكوني له أمة يكن لك عبداً، وكوني له وطاءً يكن لك غطاء، ولا يشمن منك إلا أطيب ريح، ولا تقع عينه منك على قبيح، وأنزليه منك منزلة الروح من الجسد والملك من الرعية، وعندها ستكرمين بعيشة هنية ومعاملة مرضية، وحسن عشرة في الدنيا وصحبة في جنات النعيم، فعليك بالدعاء وكثرة الإلحاح على الله ألا يريك ما تكرهين، وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً