الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أرجع شمل أسرتي كما كنا من قبل؟

السؤال

السلام عليكم

قبل 16 سنة توفي والدي، وبعد وفاته تركت أمي الأسرة وسافرت خارج البلاد، وتزوجت، وتوجب على أختي من أبي -العزباء- الاعتناء بنا، تخرجت من الجامعة، وتوظفت، واعتنت بنا كأننا أولادها، فعلت ما لم تفعله أمي، كبرنا ولا نرى سواها كأم، حرمت نفسها من الزواج -فقط- للاعتناء بنا، قصرت على نفسها لأجل كمالياتنا.

بعد هذه السنين جحد إخوتي كل ما فعلته، فصاروا يتلفظون عليها، ويظهرونها كالشريرة أمام الناس، وقطعوها بسبب كلام تلفظ به أحد السكارى في الطريق قائلًا: أختكم سرقت حلالكم! وهم صدقوه، أي حلال يقصد؟ نحن لم نعرف النعمة والغنى إلا عندما توظفت أختي، وهذا نعمة ورزق من الله.

منزلنا غارق في المشاكل، لا أحد يبرها في البيت إلا أنا، أما البقية فقد جحدوا واستنكروا، أصابني الضرر النفسي والمعنوي من أفعالهم التي لا تستحق الذكر، تصيبني كآبة عندما أرى أختي تبكي، وتدعو الله أن يرجع إخوتي يحبونها كما كانوا في السابق، قلت لها: أكفيك أنا، فترد علي: أريدك وأريد بقية أبنائي، أحبكم جميعًا ولا أريد تفضيل أحد على أحد.

صارت تراهم من النافذة عندما يخرجون؛ لأنهم يتحاشون الاحتكاك بها، وحتى الطعام يأكلون من خارج البيت، وأضطر أن آكل كل ما في الإناء بنفسي.

سؤالي: كيف أرجعهم لبعض أسرة واحدة متحابة كما كنا من قبل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بيان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الوفية- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والوفاء لأختك، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يجمع الشمل، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أولو الفضل، ولك منا تحية على معرفتك بفضائل أختك لأبيك، وهي أم لقيامها بدور الأم حين غابت الأم، ونتمنى أن تنجحي في إقناع إخوانك بالعودة إليها والوفاء لها.

ونحن ننصح بما يلي:
1- اللجوء إلى الله.

2- تذكيرهم بفضائل أختكم، وبما قدمته من تضحيات.

3- تفنيد مزاعم السكران.

4- مناقشتهم على انفراد؛ حتى لا يؤثر المعاند على الآخرين.

5- تصحيح المفاهيم وحسن الاستماع إليهم.

6- معرفة الأسباب الفعلية لنفورهم.

7- تشجيع أختكم الوالدة على ملاطفتهم والعدل بينهم.

8- الاستمرار في القرب من أختكم الوالدة وتصبيرها.

9- الاستعانة بالله والتوكل عليه.

10- الصبر ثم الصبر.

11- الاستمرار في التواصل مع الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر ندى الجزائر

    ابقو مع بعضكم دائما اخرجوا وقتا كثيرا مع بعضكم اقضو اجمل اللحضات اصنعوا البوم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً