الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ندمت على ما وقع مني ولكن ندمي كدر علي حياتي، فكيف أتخلص من عقدة ذنبي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أود التكلم عن علاقتي مع ابن عمتي، كنا مثل الأخوين، وبعد فترة أحببنا بعضنا، واستمرت العلاقة بيننا 5 أشهر، ثم سافرت إلى مكان آخر بعيد، والآن افترقنا؛ لأنه لم يكن من نصيبي.

وافتراقنا كان منذ فترة، ولم أكلمه، ولكني نادمة أشد الندم على ما بدر مني، فقد كنا نفعل أشياء لا يرضى عنها الله، وقد كان يجبرني على فعلها، ولكني -بفضل الله- لا زلت بكرا، ولكن يشهد الله بأني نادمة، وكلما أردت الضحك تذكرت ما كان مني، فأشعر بأني قذرة، وأنه سيأتي اليوم الذي سأفضح فيه أمام العالم، وأن الله لن يغفر لي.

والآن تقدم لخطبتي رجل ثان، ولكني لم أفرح به لأني لا زلت نادمة، فكيف أبعد هذا الندم وأعيش حياتي مثل البنات؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك –ابنتنا- في موقعك، ونسأل الله أن يغفر لنا ولك، وشريعة الله تدعوك للستر على نفسك، وتأمرك بالتوبة النصوح لربك، ونبشرك بأن التوبة تجب ما قبلها، والتائبة من الذنب كمن لا ذنب لها، ونسأل الله أن يتوب عليك، وأن يصلح أحوالك، وأن يكمل لك فرحتك، والندم توبة فأخلصي لله، واصدقي في رجوعك إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وأرجو أن يعلم الجميع أن عدونا الشيطان يريد أن يوقعنا في العصيان، ثم يسعى في غرس اليأس في نفوسنا، ليوصلنا إلى كبيرة القنوط من رحمة الرحيم، والصواب أن نعامله بنقيض قصده، فإذا ذكرك بما حصل؛ فجددي التوبة لله عز وجل، فإن ذلك يحزن الشيطان، ويدفعه إلى البعد عنك، حتى تفوزي بمزيد من الحسنات، ولست مطالبة بالاعتذار لأحد، لكنك مطالبة بالتوبة النصوح، وبقطع العلاقة مع كل الرجال إلا محارمك وزوجك الحلال.

وأقبلي على حياتك الجديدة بأمل جديد، وبثقة في الله المجيد، وأكثري من الحسنات الماحية، واجتهدي في إرضاء الله وشكره، واعلمي أن من سترك وأنت على معاصيه، لن يفضحك وأنت تتوبين إليه وتطيعيه.

وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، واحمدي من سلمك مما هو أكبر وأخطر، واجعلي شكرك عملا بطاعته وبعدا عن معصيته، ونسأل الله أن يوفقك، ويبارك لك وعليك، وأن يسترك ويحفظك ويسعدك.

وقد سعدنا بتواصلك، ونفرح بالاستمرار في التواصل مع موقعك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً