الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هدفي أن أكون طبيبة لأساعد الفقراء وأحقق أمنيتي وأمنية والدي.. فهل أستطيع ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي، وأنا بفضل الله متفوقة، ولكن لي أصدقاء سوء، وللأسف ليس لي غيرهم، فأنا بفضل الله لا أشاهد أفلامًا، ولا أسمع الأغاني، ولكن أصدقائي يفعلون ذلك، ويتكلمون عن الشباب، الخ، ودائمًا يسخرون مني، وكأني غريبة في أوساطهم، فلذلك أصبحت أحيانًا أقول كلامًا قليلاً مما يقولونه، وأنا لست راضية عن ذلك، وأصبحت بعيدة عن الله، فلا يربطني بالله إلا الفروض، على عكس ما كان في السابق، فقد كنت أقرأ كتبًا وأنا صغيرة، ولا أشاهد إلا المشايخ.

الآن حالي ساء كثيرًا، وساءت أحوالي في الدراسة، كنت في بعض الأحيان أقرر هجرهم، فكنت أتعب وأبكي، وأشعر أني وحيدة، وأنا الآن في المرحلة الأخيرة، وأريد أن أكون طبيبة جراحة، فلقد كان أبي يفعل عمليات كثيرة، وكان حالنا المادي بسيطا، فلذلك كان هدفي أن أكون طبيبة، -وإن شاء الله- أستطيع أن أحقق ذلك، ولكن أصدقائي يؤثرون عليّ بالسلب والإحباط، فمنهم اللئيم الذي يذاكر، ويقول عكس ذلك، ومنهم من لا يهتم بالدراسة أصلاً، وأصبحت أنا أيضًا أشعر بالإحباط، ولكني أبكي دائمًا؛ لأن أبي لا يبخل عليّ بشيء، ويقول: لي أفرحيني.

عندما أذهب للمذاكرة أبكي؛ لأني أخاف أن يصدم أبي فيّ ويمرض، أنا خائفة أن لا أبلغ هدفي، لا أستطيع أن أعبر لكم عن الحزن الذي فيّ، وأشعر بأني وحيدة؛ لأنه ليس لي إخوة، أرجوكم قولوا لي هل أستطيع أن أكون طبيبة فلقد كان هدفي خدمة الفقراء؟ لأني عانيت من ذلك، وهل أستطيع أن أرجع بمستواي المتفوق كما كان في السابق؟ أنا حزينة جدًا وأبكي كثيرًا، وأخاف ألا أحقق هدفي.

آسفة للإطالة، ولكن ليس لدي أحد أقول له ما بقلبي، وأرجو منكم الرد باستفاضة، وأن تردوا عليّ سؤالي سريعًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
ابنتنا العزيزة أولاً: نحمد لك التزامك بواجباتك الدينية، ونحمد لك طاعتك لوالديك، ونحمد لك طموحك ورغبتك الجادة في تحقيق هدفك السامي، ونسأل الله تعالى أن يوفقك وتصبحين يداً من أيادي الرحمة ممدودة لكل المحتاجين.

ثانياً: نقول لك -الحمد لله- أنك وضعت الخطوة الأولى من خطوات النجاح، وهي وضع الهدف وما تبقى هو كيفية دراسة الوسائل لتحقيق هذا الهدف، وما هو المطلوب منك الآن، وفي هذه المرحلة المهمة.

والطالب عليه أن يقيس نجاحه بقدراته واجتهاداته والوقت الذي بذله في المذاكرة حتى يكون راضياً عن نتيجته، وبما قسمه الله له، وليس عيباً أن تتدنى درجاته أو يفشل مرة ومرتين، بل العيب أن يستسلم لهذا الفشل، ولا يقوم باكتشاف الأسباب، ومحاولة علاجها، فالكثير من العلماء فشل عدة مرات، ولكنهم في النهاية حققوا ما يريدون.

ثانياً: اتبعي الخطوات التالية:
1- الاستعانة بالله تعالى وتفويض الأمر له والتوكل عليه سبحانه وتعالى فهو الموفق، وهو القادر على تحقيق الأهداف وليس يعجزه شيء.

2- داومي على الصلوات الخمس في مواعيدها، وخاصة صلاة الصبح لكي تنعمي بالبركة في وقتك.

3- حددي الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلاً ومستقرًا وذهنك متيقظًا للاستيعاب والفهم، لكي تكون هي أوقات المذاكرة، فبعض الطلاب يفضل المذاكرة في الصباح الباكر، والبعض الآخر يفضلها في الفترة المسائية.

4- مارسي الرياضة بشكل منتظم؛ لأنها تكسبك الحيوية وتنشط عقلك.

5- اختاري لك مكانًا للمذاكرة يكون جيد الإضاءة والتهوية، والجلوس على كرسي مريح، ومنضدة مناسبة، وغيري هذا المكان من وقت لآخر، فإذا درست مادة معينة في مكان، أدرسي الأخرى في مكان آخر حتى يرتبط المكان بالموضوع الذي درسته، فيساعد ذلك في عملية التذكر.

6- ابدئي بمذاكرة المواد التي تحبينها، ثم الأصعب فالأصعب.

7- اتبعي الطرق المناسبة في مذاكرة المواد مثلاً مواد العلوم الاجتماعية أفضل طريقة لمذاكرتها التلخيص والمناقشة، والرياضيات حل التمارين، واللغات الممارسة، ومواد الحفظ التكرار.

8- حددي أوقاتًا للترفيه، والتزمي بها، ولتكن متخللة لبرنامجك اليومي ولفترات قصيرة.

9- قللي من الوجبات الدسمة التي ترهق المعدة، وتساعد على الكسل والنوم.

أما بالنسبة للتعامل مع الزميلات فصاحبي التي تعينك على طاعة الله، والتي ترشدك إلى طريق الخير والنجاح، ولا تجاملي فيما لا ينفعك وكوني قدوة بالنسبة لهن حتى تتجاوزي هذه المرحلة بسلام.

وفقك الله تعالى، وحفظك من شرار خلقه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • ألمانيا abdo

    عليك التفكير بعقلك وتقرير مصيرك بنفسك يجب عليك الاهتمام باهدافك فقط و الاهم عدم نسيان دينك و احكامه . بصراحة هذه نفس مشكلتي لا زلت اعاني الا انني لا اشعر بالندم لانه لايوجد انسان يستطيع تحطيمي او كسري لان الاشخاص مثلنا مستهدفون لعدم تقبلنا لاسلوب لا يمثلنا ...الله يهدينا .

  • المغرب fatima

    chokran bzaffff

  • رومانيا نواره الحلوه

    جزاكم الله خيرا انا ايضا استفدت من ذلك

  • مصر منة

    وقت جاء الامل لا دعى للبائس الامل هو الحل لان الامل هو الذى يحببك فى العلم و العلم هو الذى يحقق اهداف الشخص

  • أوروبا رشا

    جعل الله هذه النصائح في ميزان حسناتك

  • مصر الاء

    صحاب مين دلوقتي الني ابعدي عن الصحاب خالص دلوقتي وان شاء الله يبدلكي خير منهم في جامعه

  • الكويت rawan

    انا برضو للاسف مشكلتي نفس مشكلتها وغير الفون والنت

  • مصر رانيا

    شكرا على هذه النصائح

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً