الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سأتخرج من الثانوية بعد أشهر وأنا في حيرة من اختيار التخصص.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم.
تحية طيبة لكم ولموقعكم المميز "إسلام ويب", أما بعد:

أنا طالب في الثالث الثانوي, وبقي أشهر لتخرجي واختيار الجامعة والتخصص، مشكلتي مع التخصص الجامعي بدأت منذ حوالي سنتين، حيث بدأت أقرأ وأتثقف على الإنترنت، واطلعت على مختلف التخصصات والمهن.

مع العلم أنني عندما كنت صغيرًا لم أفكر أبدًا في تخصص آخر سواء الطب, ولكن بحثي في الإنترنت عن التخصصات وقراءة كتاب عن التخصص الجامعي غير نظرتي، وأصبحت لدي رغبات أخرى، فأنا الآن أحب الفنون البصرية الحديثة منها التصوير والإخراج، وأيضًا أحب التمثيل والمسرح، وبعض التخصصات الأدبية منها الإعلام والصحافة.

في المقابل أبي وأمي يعارضون الفكرة تمامًا! يطلبون مني أن أصبح طبيبًا لكي يتفاخروا بي, ويوجد لديهم الخوف من فشلي بهذه التخصصات بحجة أن الطب له طريق ومهنة واضحين, وبأنه مهنة إنسانية.

وأيضًا يخافون أن تنزلق قدمي في الحرام مع هذه التخصصات، مع العلم أنني أفكر في إكمال دراستي في الخارج (أوروبا)، أرشدوني إلى الصواب أثابكم الله، فأنا في حيرة من أمري بين رغبتي ورغبة الوالدين.

وشكرًا جزيلاً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يسر الحاج حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا بهذا الموضوع الحيوي والهام.
طبعًا لا يوجد جواب واحد يناسب كل الشباب، فكل شاب له نفسيته وميوله، وله ظروفه الخاصة، الفردية والأسرية، والاجتماعية والاقتصادية.

كما تعلم من عوامل نجاح الإنسان في أي دراسة أو عمل أن يكون موضوع هذه الدراسة، أو هذا العمل مما يحبه هذا الشخص بعينه، وليس كما يحبه الآخرون، سواء كانوا الوالدين أو غيرهما.

ومع ذلك فلا بد أن تستفيد من رأي الوالدين ووجهة نظرهما، وكذلك وجهة نظر غيرهما سواء من المعلمين في مدرستك الثانوية، وخاصة ممن تثق بخبرته ودينه، وبأنه سيُخلِص لك النصح.

ويمكنك أيضًا زيارة بعض فروع الجامعات، وخاصة عندما ينظمون يوم استقبال لطلاب الثانوية ممن هم مقبلون على اختيار فرع الدراسة، ويمكنك في هذه الزيارة الحديث المباشر مع بعض الطلاب والمحاضرين في الفروع المختلفة.

طبعًا كلا الموضوعين الذين أشرت إليهما في رسالتك من المواضيع الهامة، فالطب من المواضيع الهامة، قديمًا وحديثًا وعلى الدوام، وموضوع الفن والإخراج والتصوير أيضًا من التخصصات التي أصبحت هامة جدًا، والتي يمكن أن تؤثر كثيرًا في حياة المجتمعات، وكما تلاحظ هذه الأيام كيف أن الإعلام والفن يمكن أن يكون سلاحًا ذو حدين، للخير أو للشر.

ولا شك أن مما يعين الشاب على اختيار فرع الدراسة أن ينظر أيضًا للجانب الاقتصادي والمعاشي، وإلى ظروف العمل وتوفر مثل هذا العمل، وكما ينظر في ظروف الدراسة والجو العام المحيط بهذه الدراسة...

وكما تلاحظ أن هناك مواضيع كثيرة عليك النظر فيها، مما يجعل مهمتك صعبة، إلا أنها فترة حرجة وتنقضي فور تحديدك للتخصص الذي اخترته، وهذا القرار لا يمكن أن يتخذه أحد إلا أنت.

وبعد النظر والتفكير والسؤال.... صل صلاة استخارة، وعسى أن يهديك ربي لأفضل الرأي.

وفقك الله، وجعلك من الناجحين المتفوقين، ونفع بك مهما كان تخصصك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً