الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام الصدر أتعبتني وأصابتني بالخوف، هل يمكن التخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم

دكتور: أنا صاحب الاستشارة السابقة رقم (2256138) كنت استفسرت عن موضوع الألم في منطقة القفص الصدري، وبأني راجعت طبيب المفاصل والروماتيزم، وطلب مني فحصًا للدم مع صورة أشعة عنقية بعد أن اتضح له أن سبب الألم في صدري من الرقبة، وكنت سردت لك في استشارتي السابقة: أنني لا أملك الجرأة لعمل الفحوصات، إلا أنني عملت صورة أشعة عنقية، وتبين أن عندي زوائد عظمية خلقية منذ الولادة، وهي التي تسبب آلام الصدر بعد المشكلة التي حصلت لي في الرقبة نتيجة الإجهاد المستمر والجلوس الخاطئ.

قال لي الطبيب: إن علي التأقلم مع هذا الألم، مع مراعاة بعض شروط السلامة: من نوم على وسادة مرتفعة، وإراحة الرقبة، ومراعاة وضعية الجلوس الصحيح...الخ.

ما زلت أتناول مضاد الالتهاب (toleran) ولكن الألم في صدري لا يزال موجودًا وتخف حدته مع المسكن، ومن ثم يعاودني، وبخاصة مع البرد أو إن قمت بالتقاط شيء ما من على الأرض عن طريق حني ظهري ورقبتي أشعر بألم شديد في القفص الصدري.

راجعت الطبيب أكثر من مرة ويقوم بفحصي ببعض الحركات بالعيادة، وبالأمس فحص مفاصلي على السرير، وقال لي: إن مفاصلك سليمة، وكتب لي مضادًا أقوى من النوع الأول، وطلب مني تناوله ومراجعته بعد أسبوع.

سؤالي لك: هل من الممكن التخلص من آلام الصدر التي لا زالت تراودني منذ حوالي 3 شهور؟ لأن حالتي النفسية متعبة جدًا نتيجة التفكير السلبي الذي سيطر علي منذ فترة حتى صرت أتحسس وأتخوف من كل عارض ينتابني ولو كان بسيطًا، أحسه شيئًا مخيفًا ربما سيؤدي لموتي.

أرجو من حضرتكم مساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبادة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
أولًا: لقد أكد لك الطبيب الذي فحصك أن الأمر من العضلات، وقد يكون له علاقة مع الزوائد التي في الرقبة، إلا أنني أركز أيضًا على الوضعية، فالوضعية قد تؤدي إلى تقلص عضلات الرقبة، والتي قد تضغط على الأوردة والشرايين والأعصاب في منطقة الرقبة مسببة آلامًا في الأطراف العلوية، وهذا يسمى بمتلازمة مخرج الصدر (thoaracic oulet syndrome) وعلى كل حال، فإن علاج مثل هذه الحالة هو الوضعية الصحيحة، وإجراء تمارين لعضلات الكتفين، وقد أكد الأطباء لك من قبل أن القلب سليم، وذكرت لك: أن الوسوسة والقلق تؤدي إلى استمرار الحالة، فيجب أن تتخلص من هذه الوساوس، وتزيل الاهتمام بالآلام؛ فأنت في سن الشباب، وليس عندك أي مرض خطير أو مرض يمكن أن يتطور، فالمهم أن تركز على السبب، وتتجنب الوضعيات التي يمكن أن تحدث الأعراض، فالمسكنات تخفف الآلام ولا تزيل المشكلة إن كانت أسباب المشكلة لم يتم التخلص منها.

يجب أن تشغل نفسك عن هذه الأعراض ولا تعطيها اهتمامًا، فهي من عضلات الصدر، ويجب أن تثق بهذا وإلا انتهيت بالذهاب من طبيب لآخر، وإجراء التحاليل والاستقصاءات التشخيصية التي لن تنتهي وتزيد من دوامة الوساوس؛ لأن كل طبيب يقول لك أشياء مختلفة عن الطبيب الآخر، ويريد أن يطلب أيكو وصورة بالتصوير الطبقي وأمورًا أخرى، فامنح نفسك راحة البال، والجأ إلى الله، ومارس التمارين الرياضية وتمارين الاسترخاء.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً