الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما أتعب نفسياً يأتيني تبول لا إرادي أثناء النوم وقلق وخجل

السؤال

السلام عليكم.

أنا بعمر 19 سنة، كل ما أتعب نفسياً يأتيني تبول لا إرادي أثناء النوم وينقطع فترة طويلة ويأتيني مرة أخرى! ما العلاج؟

كيف أضمن أنه لن يأتيني مرة ثانية بعد الزواج مثلاً؟

أعاني أيضاً من القلق والخجل الشديد فلا أستطيع أن أحضر مناسبات، ولا أستطيع أن أقابل الناس، ولا العمل ولا الزواج، ولا الاعتذار من والدي فأشعر بارتباك وتعرق ورعشة ضعيفة، وتغير ملامح وجهي واحمرار الخدين!

عندما تحصل مشكلة بيني وبين أحد أشعر برعشة قوية في كافة جسمي، وخصوصاً الرجلين، فلا أستطيع الوقوف، علما أنني لا أخاف أبداً إلا من الخالق سبحانه وتعالى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة للتبول اللاإرادي المتقطع يحتاج لإجراء فحوصات طبية، فلا بد أن يُفحص البول للتأكد من عدم وجود التهابات أو أملاح، وربما يحتاج الإنسان أيضًا لإجراء بعض الفحوصات المتعلقة بالجهاز البولي.

لا أريدك أن تنشغل كثيرًا بهذا الأمر، فقط وددت أن ألفت نظرك على أننا يجب أن نتأكد أولاً عضويًا أنك لا تعاني من أي علة، وأنا لا أرى أنك تعاني من علة، لكن الأفضل أن تذهب وتقابل الطبيب الباطني أو طبيب المسالك ليقوم بإجراء الفحوصات الأولية اللازمة، هذه قاعدة طبية لا بد – أخِي الكريم – أن يكون هنالك التزام بها.

بعد ذلك وبعد أن تُجري الفحوصات – وإن شاء الله تعالى كلها سليمة كما ذكرت لك – أقول: إن القلق ساهم مساهمة مباشرة فيما تعاني منه من تبول اللاإرادي المتقطع، وربما يكون هنالك نوع من السهو أو التكاسل مع جانبك، فمثلاً عدم الذهاب إلى الحمام قبل النوم في بعض الأحيان، أو ربما تكون مُجهدًا نفسيًا وجسديًا في تلك الليلة التي حدثت لك هذا التبول اللاإرادي، وهكذا.

أنت ذكرت أيضًا أنك تعاني بالفعل من بعض أعراض القلق والخجل الشديد، وأنا أعرف أنك لا تخاف إلا من الخالق سبحانه وتعالى، فهذا هو المطلوب، وهذا هو الأصل في الأمور، لكن الخوف الاجتماعي – كما يُسميه البعض – ليس جُبناً وليس ضعفًا في الشخصية، إنما هي خبرة نفسية مكتسبة، لا تظهر أسبابها في كثير من الأحيان، والمخاوف أمرها عجيب جدًّا، فالإنسان قد يكون مواجهًا جدًّا في بعض المواقف ولا يواجه في مواقف أخرى أقل منها، وكما قال أحد المختصين: يمكن للإنسان أن يكون مروضًا للأسود لكنه يخاف من القط.

الأمر أمر تخيري مكتسب، وليس له علاقة بالجبن أو ضعف الشخصية كما يعتقد البعض، ولذا نقول: إن العلاج يكون من خلال التحقير والتعريض، أن تعرض نفسك على الاجتماعات، أن تحرص على صلاة الجماعة، أن تمارس رياضة جماعية، بالنسبة لوجودك في الفصل الدراسي مثلاً: أن تجلس دائمًا في الصف الأول، وهكذا، هذه علاجات رئيسية وأكيدة جدًّا واقعية جدًّا.

تغيير ملامح الوجه عند المواجهات، والشعور بالرعشة، والتعرق: هذا بالفعل موجود، لكن الإنسان يتحسسه بصورة متضخمة – أي أكبر من حجمها الحقيقي – وأنا أؤكد لك أن لا أحد يقوم بمراقبتك ولا شيء من هذا القبيل.

الذي تحتاجه إذًا هو أن تُجري فحوصات طبية، وأن تتأكد أنك قد أفرغت مثانتك قبل النوم، ولا تُكثر من شرب السوائل التي تؤدي إلى إدرار البول في فترة المساء، وعليك أن تمارس الرياضة، لأن الرياضة التي تقوي عضلات البطن تُساعد في إجهاض التبول اللاإرادي.

حاول أيضًا أن تحصر وتحبس البول في أثناء النهار، حتى تعطي فرصة للمثانة كي تتسع، وطبق كل الإرشادات التي ذكرتها لك في خصوص المخاوف، والطبيب يمكن أن يصف لك أحد الأدوية المضادة للمخاوف الاجتماعية مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) أو عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline).

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً