الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابن خالي بعلاقة بابنة عمه في ظل ثقة أبيها ببناته.. كيف ننصحهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمنيتي أن أصلح كل من حولي، لا أحب أن أسكت عن الأخطاء، لكن ليس عندي الأسلوب والجرأة المطلوبة، وحالياً عندي مشكلة أريد رأيكم فيها:

ابن خالي أخي من الرضاع وأخو زوجي، وقع في حب ابنة عمه، وأصبح يكلمها ويرسل لها الرسائل ويحادثها بالماسنجر، وقد علمت بذلك من أختي التي في عمر هذه الفتاة، حيث أخبرتها هي عن نفسها متفاخرة بأنها أوقعته في حبها، وأنه لا يعجزها شيء.

الشاب عمره 19 سنة تقريباً، يعيش مع والديه وإخوته الصغار في قرية، لديه موهبة فذة في مجال الحاسوب، وقد استغلها بشكل جيد وشغلت وقته، وعلى الرغم من ذلك لم تلهه عن أمر الفتاة، شخصيته غامضة، يحب المزاح، ليس اجتماعياً، ويهتم كثيراً بمظهره وطريقة شعره، والده إنسانٌ شديد الصمت، ملتزم، وهو مدير لجمعية خيرية، ولا يمكن أن يحل المشكلة، والدته ذات طبع حاد، وقد لا تتفهم الموضوع.

أما الفتاة فتبلغ الـ 14 من عمرها، قوية الشخصية، عنيدة، لا تلتزم بالعادات والأخلاق الإسلامية، ولا يهمّها أحد، تحب أن تلبس ما يحلو لها من الملابس القصيرة والضيقة، على الرغم من معارضة أمها، والدها قوي الشخصية لأبعد الحدود، وقد وضع في بيته الدش والإنترنت المفتوح للصغار والكبار بدون رقابة، وعندما عارضه الناس قال بأن ثقته شديدة في بناته، وهو حالياً في سفر خارج البلاد وحده، وقد ترك بناته وولده الذي يبلغ (12) سنة في المنزل، وعندهم خالهم الشاب وهو غير ملتزم، ولا أعتقد أنه يصلح للعناية بهم، أما والدتها فهي من عائلة متساهلة نوعاً ما في الدين لكنها إنسانة عاقلة، وأسلوبها جيد مع بناتها، لكن أخاف إن أخبرتها بالموضوع أن تضع اللوم على ابن خالي، أو تخبر والد الفتاة فيغضب ويحاول إيذاءه؛ لأنه قد فعل هذا مع الصغار عندما تشاجر ولد مع ابنه، فتدخل في الموضوع وضرب الولد.

أتمنى أن أجد عندكم الحل، وفي أسرع وقت، قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة الكريمة/ أم إبراهيم .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإني فخورٌ بك جداً يا ابنتي على غيرتك التي دفعتك للاتصال بنا حرصاً على صيانة الدين وحماية أعراض وحرمات المسلمين، وهذا مما يطمئن النفس ويثلج الصدر، وأُحب أن أوضح لك عزيزتي أم إبراهيم بعض الأمور الهامة في الدعوة، ومنها:

1. أن مرحلة المراهقة والشباب يعتريها بعض التصرفات الطائشة، والتي منها مثل هذه التصرفات التي ذكرتها في رسالتك، وهذه بمجرد الدعوة الصادقة والمعالجة الهادئة والنصيحة الموفقة ستتوقف، بل ولعلها تموت تماماً نظراً لعدم تأصلها في نفوس أصحابها، وإنما هي غالباً ما تكون مجرد نزوات عابرة يتم القضاء عليها مع النصح والتوجيه والمتابعة.

2. لابد لك من إشراك والدة الفتاة في الحل والمساعدة؛ نظراً لرجاحة عقلها وأسلوبها الجيد في معاملة بناتها، وفي نفس الوقت حرصها على عدم إيذاء أخيها.

3. أرى أنه لا مانع من إعلام زوجك بالأمر إذا كنت ترين أنه أهلٌ للمعالجة والإصلاح بهدوء وحكمة؛ حتى تتضافر الجهود، ومن جميع الأطراف والجهات، وبذلك يتم إيقاف هذا الأمر بصورة هادئة بعيداً عن التشهير أو الإساءة، وتفادياً لسوء الفهم بين الأسرة.

4. عليك بالدعاء والإلحاح على الله أن يهدي هؤلاء الشباب وأن يتوب عليهم.

5. لا مانع من تزويد الشاب أو الفتاة ببعض المواد الدعوية الهادفة والمؤثرة، مثل الحديث عن الجنة والنار، وغير ذلك من أشرطة الترغيب والترهيب.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق في مهمتك، وأن يغفر الله لهؤلاء الشباب وأن يتوب عليهم، وأن يحفظهم من كيد شياطين الإنس والجن، إنه جوادٌ كريم.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً